نشرت صحيفة "داون Dawn" الرسمية الباكستانية، مقالاً إفتتاحياً تناولت من خلاله سيرة وإبداعات أحد أهم شعراء بلادها في مجال القصيدة الحسينية.
وقالت الصحيفة في مقالها المعنون بـ "علم الجمال في كربلاء" والذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن العلّامة "ميرزا سلامات علي دابر" والذي وصفته بـ "أحد عمالقة المجال الغني لفن كربلاء" أو ما يسمّى محلياً بـ "المرسية"، قد حوَّل الإمام الحسين "عليه السلام" في الإستعارات اللفظية لقصائده إلى بطل زلزال ميدان المعركة وقلبها، الى درجة جعلت منه التجسيد الأسمى للرجولة والقوة القاهرة.
وأضاف كاتب المقال "سيد نعمان الحق"، أن "ما أظهرته قصائد العلّامة البارز، هو مشاهد سريالية تتجاوز الزمان والمكان، والأسطورة والتاريخ، بصورةٍ يصبح معها سيد الشهداء (عليه السلام) قوة كونية غير محدودة على إمتداد التاريخ، بل ويعلو فوق الطوائف والمذاهب والإعتبارات المحلية الضيقة"، مشيراً الى أن "النقل الوصفي لآل البيت الأطهار (عليهم السلام) من مجال التاريخ إلى مجال الميتافيزيقيا، وإسقاطهم على الكون المادي، هو مساهمة بارزة من هذا الأديب".
وتابع الكاتب الذي يشغل منصب رئيس لجنة مراجعة الفنون والعلوم الإنسانية في لجنة التعليم العالي الباكستانية، أنه "مما يؤسف له هو التضاؤل التدريجي لأعمال العلّامة الملقب بـ (إقبال) من الذاكرة الجمعية، وخصوصاً أول مجموعتين شعريتين له والصادرتين بالفارسية، وهما (أسرار خودي) أو (أسرار الذات)، و(رموز بخودي) أو (ألغاز الإيثار)، حيث تألق الشاعر حينها في وصف الإمام علي وزوجته العظيمة فاطمة إبنة رسول الله (صلوات الله عليهم)، وبالطبع فاجعة كربلاء وإستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)".
ويؤكد "سيد نعمان الحق"، إنه "على الرغم من الإبداع البلاغي الظاهر في هذه الأعمال، إلا أن الشاعر بقي وفياً للتاريخ، حيث أبرز في وصفه لثورة الإمام (عليه السلام)، جدلية الخير ضد الشر، فكما كان هنالك معسكر الشر المتمثل بفرعون وإمتداده بيزيد بن معاوية، يبرز سبط رسول الله (صلوات الله عليهما)، على المعسكر الآخر".