8:10:45
كربلاء والبعد الثالث... قراءة عمرانية في عمارة العتبات الحسينية والعباسية قراءة في موسوعة الشيخ "محمد النويني" عن الحواضر العربية والإسلامية عظمة زيارة الإمام الرضا عليه السلام و يوم القيامة ... محمد جواد الدمستاني آل الأشيقر... جذور ذهبية تفرعت في قلب كربلاء من إسطنبول إلى مدينة الحسين... مركز كربلاء ينقّب عن التاريخ بالأدلة العلمية الرصينة من سيوفهم إلى أقلامنا... لماذا نعيد قراءة أنصار الحسين؟ بين الإنصاف والتجاهل... المستشرق بروكلمان وفاجعة كربلاء في ميزان البحث العلمي أسرة الأسترابادي في كربلاء... شجرة علمٍ سقتها دماء الشهادة فأثمرت بياناً فوائد المرض المستورة ... محمد جواد الدمستاني برعاية المرجع الشيرازي... جمعيات كربلاء التي زعزعت عرش الإمبراطورية البريطانية (1914–1945) في مكتبة مركز كربلاء… مخطوطة نادرة تروي حكاية قبيلة ربيعة عبر القرون بالفيديو || مركز كربلاء يستشرف المستقبل بندوة عن الذكاء الاصطناعي وزيارة الأربعين القزويني... العالم الذي صنع جيلاً من الفقهاء وثيقة تأريخية واحدة تكشف عن سلالة علويّة خفيّة في كربلاء قصيدة شعر الى الامام الباقر (عليه السلام ) || مركز كربلاء للدراسات والبحوث أخلاق الكربلائيين... منبر خالد يصدح بسيرة آل البيت "عليهم السلام" بنو الأعرج في كربلاء... شجرة النسب العريقة التي لا تزال تورق بالمجد والعلم مركز كربلاء يستشرف المستقبل بندوة عن الذكاء الاصطناعي وزيارة الأربعين تعزية الفيديو التعريفي || مركز كربلاء للدراسات والبحوث Karbala Center for Studies and Research
نشاطات المركز
10:21 AM | 2025-06-12 333
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

قراءة في موسوعة الشيخ "محمد النويني" عن الحواضر العربية والإسلامية

في عملٍ موسوعيٍّ يفيض بالعلم والانتماء، يخطّ الشيخ "محمد النويني الغراوي" صفحات مشرقة من التاريخ والهوية في مؤلفه "أضواء على معالم محافظة كربلاء" والذي يُعدّ مرجعاً مهمّاً لكل من أراد التعرّف على المدن العربية والإسلامية، من خلال دراسة معمّقة تجمع بين الجغرافيا، والتاريخ، والأدب، والحياة الاجتماعية، والاقتصادية.

هذا الكتاب الذي امتدّ بأجنحة المعرفة من كربلاء إلى النجف فالكوفة، لا يقدّم معلوماتٍ جامدة، بل يرسم صوراً حيّة لمدنٍ كانت ولا تزال منارات في سماء الإسلام.

يبدأ الكتاب من كربلاء، مركز المحافظة الذي يُعد من أهم الحواضر الدينية في العالم الإسلامي، متناولاً موقعها الجغرافي وتطور تسميتها عبر العصور، مروراً بمدنها الفرعية، لا سيما الحسينية وعين التمر، ليبرز دور هذه المدن في الحراك الديني والزراعي والتاريخي، مما يعكس الأهمية المتزايدة لكربلاء في خارطة العراق الثقافية والدينية.

ثم ينتقل الكاتب إلى النجف الأشرف، فيصفها بأنها "الينبوع الغزير للعلوم والمعارف" منذ أن وطأها الشيخ الطوسي عام 448 هـ، وحتى يومنا هذا، حيث بقيت مدينة تشع بالعلم عبر مكتباتها، ومدارسها، ومراجعها، واضعاً إياها في مصافّ الحواضر الفكرية الكبرى، وموثّقاً لمعالمها البيئية وخصائصها الاجتماعية، ومعلّقاً على تفردها بجفاف مناخها وبعدها عن ضوضاء المدن الحديثة، مما جعل منها بيئة مثالية للتأمل والدراسة.

ولم ينسَ المؤلف أن يورد أبياتاً رائعة لشعراء عاصروا النجف وعبّروا عن قدسيتها ومكانتها، ومنهم السيد "مهدي الأعرجي" والأديب "إبراهيم الموصلي"، إذ قال الأخير:

كان تربته مسك يفوح به          أو عنبرٌ دافه العطارُ في صدفِ

 

الشيخ النويني لم يقتصر على سرد الماضي، بل رصد بإمعان التحولات العمرانية والاقتصادية التي شهدتها النجف خصوصاً بعد ثورة 14 تموز، ومنها مشاريع الحزام الأخضر، وتوسيع البنى التحتية، وتوفير الماء والكهرباء، في زمنٍ كانت فيه هذه المشاريع من الأحلام المؤجلة.

ثم يختم الشيخ رحلته بمدينة الكوفة، التي أفرد لها فصلاً زاخراً بالفضائل، فهي المدينة التي قال عنها الإمام علي "عليه السلام": "الكوفة كنز الإيمان، وحجة الإسلام، وسيف الله ورمحه، يضعه حيث يشاء"، بل يروي عن سلمان الفارسي قوله "أهل الكوفة أهل الله، وهي قبة الإسلام، يحنّ إليها كل مؤمن".

إن كتاب الشيخ محمد النويني ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو مشروع توثيقي ضخم يدمج ما بين السرد الموضوعي واللغة الأدبية، ويمنح القارئ فرصة لفهم هذه المدن على المستوى الروحي والثقافي، عبر رؤية واعية، ثرية، وموثقة.

 

المصدر: محمد النويني، أضواء على محافظة كربلاء، مطبعة القضاء، النجف الأشرف، 1971، ص7-9.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp