نشرت مؤسسة "المجلة الأمريكية للإسلام والمجتمع AJIS" العالمية المتخصصة بنشر الأبحاث والدراسات العلمية والإنسانية، كتاباً تخصصياً يتحدث عن أهم الممارسات والطقوس الدينية في الإسلام بينها زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب "سلام الله عليهم أجمعين".
وبيّنت المؤسسة في سياق إستعراضها لمستخلص الكتاب المعنوَن بـ "الحج في الإسلام: الممارسات التقليدية والحديثة" والذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "الممارسات الدينية كالحج والزيارات، هي عمل ديني يترك فيه المسلمون بيوتهم وبلدانهم ويسافرون إلى أمكنة أخرى لا يعرفون الكثير ربما عن طبيعتها وجغرافيتها وشكلها، بهدف إقامة العبادات، أو إحياء ذكرى أحداث مهمة أو أشخاص ذوي مكانة دينية عالية".
ويذكر مؤلف الكتاب، البروفيسور المساعد في قسم الدراسات العليا بجامعة "جامو وكشمير" الهندية، "نزار الإسلام واني" في سياق كتابه نقلاً عن الكاتبة والأكاديمية في جامعة "كنتاكي" الأمريكية، البروفيسور "صوفيا روز أرجانا"، قولها في كتابها المعنون بـ "الحج في الإسلام"، إن "العلاقة الوثيقة مع الله، يمكن تحقيقها في أماكن معينة، وهي قصة مهمة للحج الإسلامي"، مضيفاً أن "الجزء التمهيدي من الكتاب يعكس كيف أن مفهوم الرحلات الدينية في الإسلام، هي أكثر تعقيداً بكثير من فريضة الحج السنوي المتعارف عليه الى مكة المكرمة، ومثاله هو العدد الأكبر من الزوار الذين يتوافدون إلى مدينة كربلاء بالعراق لأداء زيارة الأربعين، مقارنةً بالحج التقليدي على الرغم مما وصفه بـ (الإهتمام الأكاديمي الأقل بكثير) مما يتلقاه الأخير".
ويشير "واني" الى أن "تنوع التقاليد الإسلامية في الرحلات الدينية، يجعل منها الممارسات التي تعبر الحدود الطائفية في الدين الواحد، لتتضمن أيضاً مشاركات من غير المسلمين، وأولئك المنحدرين من المجتمعات واللغات والتقاليد المختلفة"، مستشهداً بما أعلنته المستشرقة الألمانية "آن ماري شيميل" بالقول إن "مراسيم الزيارات الى مراقد الأولياء الصالحين، ليست ممارسة طائفية، ولا تتناقض مع فريضة الحج".
ويتابع مؤلف الكتاب، أنه "بيّن في فصله الأول، توثيقاً للمساحات والمواقع والجغرافيا للأضرحة المقدسة ذات الصلة بمفهوم الزيارة الدينية عبر تفصيل مخططات التصاميم والهياكل المعمارية لهذه العتبات، ليشرح بعدها في الفصل الثالث منه، الطقوس والمعتقدات والمعجزات المرتبطة بكبريات الشخصيات الإسلامية، ومنها إحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسين في عام 680 م، والزيارات الدينية للعلويين، ونظيراتها إلى مقامات نبي الله الخضر (عليه السلام)، مما يطمس الانتماءات الطائفية، ويعكس في الوقت ذاته مبادئ الشمول والتعايش السلمي".
ونوّهت مؤسسة "AJIS" الى أن "إحتواء الكتاب على شروحات للزيارات والطقوس الإسلامية حول العالم كالمسيرة الحسينية (الجاوية) في إندونيسيا، ونظيراتها الدينية في مدن قونية (تركيا)، وسمرقند (أوزبكستان)، وفاس (المغرب)، وغيرها، قد جعلت من هذا العمل مساهمة قوية في مجال دراسات الحج والطقوس الإسلامية، ناهيك عن أسفار مؤلفه وزياراته الى مواقع الحج بصورة ميدانية شاملة".