أشادت صحيفة "أفينير Avvenire" اليومية الإيطالية وعبر مقال إفتتاحي لها، بسماحة ممثل المرجع الديني الأعلى والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي "دام عزّه" بعد اللقاء الذي جمع سماحته بوفد الكرسي الرسولي في مدينة كربلاء مؤخراً.
وأوردت الصحيفة في مستهل مقالها المعنون بـ "العراق... جسر يوحد أسيزي وأور من أجل سعي حقيقي الى السلام" والذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بعضاً من تفاصيل اللقاء الذي جمع سماحة الشيخ الكربلائي "دام عزه" بوفد الفاتيكان الزائر الى مدينة كربلاء المقدسة والحرم الحسيني الشريف أوائل شهر تشرين الثاني الجاري.
ووصف كاتب المقال "لوكا جيرونيك" سماحة المتولي الشرعي "دام عزّه" بأنه "صاحب الوجه المعروف لدى جميع العراقيين كـ (الناطق باسم آية الله العظمى السيد علي السيستاني)، و(الشخص ذي الوجه الهادئ الذي يطلّ عليهم كل يوم جمعة عبر شاشات التلفزيون)، ليتوافدوا اليه جموعاً بهدف الإستماع إلى ما وصفه الكاتب بـ (الخطبة الدينية الكبرى)".
وأشاد "جيرونيك" في سياق مقاله بالترحيب الذي أبداه ممثل المرجعية بالوفد الديني القادم من مدينة "أسيزي" التاريخية التي تعدّ مسقط رأس القديس "فرنسيس" مؤسس المذهب الفرنسيسي الكاثوليكي، وأحد أكثر الشخصيات تبجيلًا في الديانة المسيحية.
وأضاف كاتب المقال أن "الشيخ الكربلائي كان قد بيّن خلال اللقاء وهو يبتسم بحنان لضيوفه الجالسين قباله على (أرائك) ضريح الإمام الحسين (عليه السلام)، (إننا كمتدينين يجب أن نقوي علاقتنا مع الله وأن نخدم الإنسان، ولتحقيق هذا المسعى، يجب أن ننزل من مقاعدنا ونلتقي بالناس)، مؤكداً (دام عزّه) إن (المسيح –عليه السلام- عاش جنباً إلى جنب مع عامة البشر، ونحن –على غرار الأنبياء- يجب أن نكون باباً لرحمة الله عبر الإقتداء بالنبي عيسى وبسائر الأنبياء الآخرين – سلام الله عليهم أجمعين-)".
ونقلت الصحيفة التابعة الى الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية، عن سماحة ممثل المرجعية الدينية العليا، إهتمامه البالغ بحقوق أبناء بلده المسيحيين وخصوصاً أولئك الذي جرّت عليهم أهوال التنظيمات الإرهابية في شمالي العراق، فضلاً عن الأيزيديين والمسلمين من باقي الطوائف، عبر الإشارة الى جهود العتبة الحسينية المقدسة في إستقبال العديد من اللاجئين القادمين من الموصل وسهل نينوى والأنبار حتى إنتهاء ما وصفها بـ "العاصفة" في إشارة الى آفة الإرهاب التي إجتاحت هذه المناطق على مدى ثلاث سنوات متواصلة.
وأعربت صحيفة "أفينير" خلال تجوال مراسلها ضمن ما وصفته بـ "الأروقة الهائلة" للعتبة الحسينية المقدسة، عن إعجابها بمقدار التطوّر الذي شهدته كربلاء من "قرية صغيرة" شهدت وقوع مجزرة بحق عائلة رسول الله "صلوات الله عليهم أجمعين"، الى مقصد يتبرّك به أكثر من عشرين مليون زائر سنوياً، وكـ "محطة عابرة للأديان" يمكن لها أن تجمع من وصفتهم بـ "أبناء النبي إبراهيم" على طريق ديني واحد.