نشرت صحيفة "ييني ميساج Yeni Mesaj" التركية، مقالاً إفتتاحياً نددت من خلاله بقلة عدد وسائل الإعلام والباحثين ممن إستذكر ما وصفتها بـ "مجزرة كربلاء" وإحياء تفاصيلها الأليمة.
وقالت الصحيفة في المقال الذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "القليل فقط هو ما يتم تداوله فيما يخص موضوع إستذكار واقعة الطف، ومنها برنامج (أهل البيت... مركز التوحيد Tevhidin Merkezi Ehl-i Beyt) التلفزيوني، والمأخوذ من كتاب بنفس العنوان للباحث الإسلامي التركي الشهير ورئيس حزب (تركيا المستقلة)، الأستاذ الدكتور (حيدر باش)، أو ما يتم الإعلان عنه من حين لآخر بالقول "إننا نشارك إخواننا الشيعة والعلويين في الحداد بذكرى شهر محرم الحرام".
وأضاف كاتب المقال، "عزيز كاراجا"، أنه "من المؤسف أن نعلن، أن مثل هذا التصور الخاطئ قد تشكّل على مدى مئات السنين"، متسائلاً "أليس شهر محرم هو موسم حداد وحزن وعذاب لكل المسلمين الذين وصل عددهم اليوم إلى ملياري شخص؟، فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا يُنسب لجزء معين من المسلمين أن يبكي على النفوس التي قتلت في ذكرى هذه الفاجعة ويلعن قاتليها؟ ... ألا تهم هذه القضية المسلمين المنتمين إلى طوائف أخرى يسمونها (التيار الرئيس للإسلام)؟".
وتابع " كاراجا" بالإستفسار عمّا أسماه بـ "الخطب الحاصل بالمسلمين"، قائلاً إن محمد وعلي وفاطمة بنت خاتم النبيين والملقبة بـ "أم أبيها"، هم آباء وأجداد الشباب الذين تم تقطيعهم في كربلاء، فما خطب ملياري مسلم؟، وما هو نوع العلاقات التي يمكن أن نربطها بالقتلة ممن إرتكبوا هذه الفظائع التي لا مثيل لها في تاريخ البشرية؟".
وتساءل الكاتب في سياق مقاله عن "كيفية نشوء هذا التصوّر على مرّ القرون، ومن أنشأه، ومن خلق هذا القطيع من القتلة تحت عنوان الإسلام مرة أخرى"، مشدداً "نحن نتحدث هنا عن وحشية تم فيها تقطيع آخر ذرية لآخر نبيٍّ مرسل، نؤمن به نبياً ونسير على نهجه، إلى أشلاء، وعُوملت نسائهم كسبايا".
ويختتم الباحث "عزيز كاراجا" سلسلة تساؤلاته، بالتأكيد على إن "أولئك الذين لا يقفون إلى جانب الرسول ولا يشاركون في مصاب علي وفاطمة بإبنهم الحسين وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، هم أتباع هذا الدين الجديد".