أوردت صحيفة "كو فايديس Quo Vadis" العالمية، وعبر مقال إفتتاحي لها، بعضاً من المعالم الدينية والإنسانية والأخلاقية التي تعكسها زيارة أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" المليونية المباركة.
وقالت الصحيفة في مقالها المعنون بـ "الأربعين... الرحلة التي تغير الحياة" للكاتبة "هينا نقفي" إن "شهر أيلول / سبتمبر الماضي قد شهد إستقبال مدينة كربلاء المقدسة لملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم الهندوس واليهود والمسيحيين، فضلاً عن المسلمين بجميع طوائفهم".
وأضافت "نقفي" أنها "طرحت بعض الأسئلة على أبناء عمومتها وأصهارها الذين زاروا العراق مؤخراً للمشاركة في زيارة الأربعين، وبالتحديد عن شعورهم أثناء أداء هذه الزيارة مشياً على الأقدام، وما الذي يدفعهم للمشي، وكيف تغير منظورهم بعد المشي"، مضيفةً أن الإجابات إقتصرت على أنها كانت تجربة غيّرت حياتهم، وتحقيق لرغبة طويلة الأمد، حيث أكّد أحد هؤلاء المشاركين، إنه "وبينما كان يسير من النجف إلى كربلاء، كانت رائحة المسك ممزوجة ببتلات الورد تملأ الجو، ليشعر وكأنه في طريقه إلى الجنة".
وتنقل كاتبة المقال عن قريبتها "شميلة" قولها، إنه "على إمتداد الطريق الواصل لأكثر من (88) كيلومتراً بين المدينتين المقدستين، سار سيل من الرجال والنساء، صغاراً وكباراً، أطفالاً ومعاقين، في انسجام تام بقدر ما يطاله نظرها"، مبينةً أنه "عند السفر إلى كربلاء، كانت تحيطها مشاعر مختلطة، لأن عيون رفاقها كانت رطبة، والدموع تنهمر منها كلما تحدثوا عن موقعة كربلاء".
وتذكر الزائرة أنها "تخيلت نفسها كأكثر شخص محظوظ في العالم، إذ شعرت كما لو كانت قد عادت إلى الوراء بألف وأربعمائة عام، لتشم رائحة دماء هؤلاء الـ (72) شهيداً، وكأنها مُقادة مع من تبقى من أهل البيت (عليهم السلام) الذين أسرهم جيش الطاغية يزيد".
وتضيف "شميلة"، أن هذه الرحلة قد غيرت حياتها، حيث وجدت تغييرات كبيرة في شخصيتها، كالصبر، والتصميم الراسخ، ورفض قبول الظلم"، مشيرةً الى أنها "شعرت أن للزيارة فوائد عديدة في التطهير الروحي، حتى قبل إتمام الزيارة، فقبل الدخول في صحبة أهل البيت (عليهم السلام) يتعين على الزائر إبداء التوبة عن أخطائه وسلوكياته، كما يجب عليه تطهير جسده وروحه وعقله".