8:10:45
من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر المركز يقيم ورشة بعنوان: ستراتيجيات أمن الحشود في أثناء الزيارات المليونية.. زيارة الأربعين أنموذجاً استمرار الدورة الفقهية في المركز مقابر كربلاء - بعيون كربلائية الجزء الاول 2024 || Karbala Cemeteries - through Karbala eyes 2024 لقاء الدكتور المهندس احمد مكطوف خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الهيابي ..الواقعة التي هَزم فيها الكربلائيون جيوش العثمانيين ومدافعهم مركز كربلاء يعلن إصدار ثلاثة أجزاءٍ جديدة من كتاب (المنبر والدولة) النائب المهندس زهير الفتلاوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين النائب السيدة نفوذ حسين الموسوي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين تعزية لقاء المهندس جواد عبد الكاظم علي خلال الورشة تخصصية عن الخدمات في زيارة الأربعين الشباب وزيارة الأربعين: إصدار جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث إعلان
اخبار عامة / الاخبار المترجمة
05:06 AM | 2021-01-11 1862
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

مركز كربلاء ينفرد بلقاء خاص مع بروفيسور ألماني مستبصر

أجرى مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، لقاءً حصرياً مع البروفيسور والكاتب الألماني المستبصر "بيتر شوت"، مؤلف كتاب "تحت القبة الذهبية لمرقد الإمام المقدس" والخاص بمشاهداته وإنطباعاته عن زيارة الأربعين المليونية المباركة عند تشرّفه بأداء مراسيمها للمرة الأولى في حياته سنة 2016.

تحدّث "د. شوت" في هذا اللقاء عن رحلة إعتناقه لمذهب أهل البيت "عليهم السلام"، وما هي أهم الأسباب التي دفعته نحو هذا السبيل والأدلة التي قام بإستنتاجها خلال رحلته هذه، فكانت له هذه الإجابات  في حواره مع شعبة العلاقات العامة والإعلام في المركز:

- أشكركم جزيل الشكر على التواصل معي وتسليط الضوء على قصتي. يمكنني الآن البدء في إرسال إجاباتي على أسئلتكم.

- إسمحوا لي أن أبدأ ببعض المعلومات عن شخصي.

- ولدت عام 1939، خلال السنة الأولى من الحرب العالمية الثانية، في قرية صغيرة جداً في شمالي البلاد تدعى "ميسوبوتاميا" أو "بلاد الرافديّن"، وبالتحديد في الدلتا الواقعة بين مصب نهريّ "إلبا" و"ويزر" في بحر الشمال.

1- كيف كانت تجربتك الإيمانية والروحية قبل دخولك الإسلام؟

- في عام 1945 تم تحرير قريتنا من قبل القوات البريطانية، حيث تمركز (12) جندياً ينتمون إلى "الشركة الهندية" وكانوا مجموعة من المسلمين والسيخ المنحدرين من إقليم البنجاب، حيث تمركزوا في الفندق المقابل لمنزلنا، وفي المساء، شعرت بالفضول ونظرت عبر النوافذ، حيث لاحظت هؤلاء الضيوف الأجانب وهم يركعون ويسجدون لله، حيث كان هذا أول لقاء لي مع ديانة أخرى، ومنذ ذلك الوقت، وأنا أبحث عن الإيمان الصحيح بالنسبة لي.

2- متى تحولت الى مذهب آل البيت (عليهم السلام)؟ وماهي الدوافع الحقيقة وراء ذلك؟

- في سن العشرين، تحوّلت من الطائفة المسيحية البروتستانتية إلى الكنيسة الكاثوليكية، حيث كنت ناشطاً في الحركة اليسارية لسنوات عديدة، حتى بلوغي الخمسين عاماً، عندما اعتنقت الإسلام في نهاية المطاف.

- عملت ككاتب ونشرت أكثر من (30) كتاباً وقصيدة وقصصاً قصيرة وتقارير عن فيتنام، والاتحاد السوفيتي، والسود في أمريكا، وإفريقيا، وإيران وآخرها عن رحلة زيارة الأربعين إلى كربلاء، فضلاً عن مذكراتي التي عنوّنتها بـ "من باسبيك ام مور عبر موسكو إلى مكة... محطات رحلة الحياة".

3- ما هو رأي المسيحيين في التشيع؟

- "العلاقات الثقافية بين إيران وألمانيا قديمة جداً، ويعتبر "ويست أوستليتشر ديفان" أو "الديوان الشرقي للمؤلف الغربي" الشعري الألماني المأخوذ عن الأدب الفارسي والمنشور سنة 1814، خير دليل على هذه العلاقة، ولكن بعد قيام الثورة الإسلامية وأحداث 11 أيلول الإرهابية، بدأت وسائل الإعلام الغربية ببثّ الكثير من الأحكام المدينة ضد الإسلام".

"لقد تم ربط التشيع بالعنف والإرهاب، لكني أعتقد أن المسيحيين المخلصين محصنون ضد مثل هذا النوع من دعاية الكراهية، حيث يعلن العديد من المؤمنين المسيحيين عن تضامنهم مع الأقلية الشيعية في المجتمع الإسلامي، بالإضافة الى إنهم يحترمون شغفهم بالصلاة وسرعتهم بالمشاركة في الزيارات الدينية".

"المسيحيون المنخرطون في حركات الحوار بين الأديان يعرفون كربلاء على أنها المدينة المقدسة لدى الشيعة مثلما يعرفون أماكن الحج الشهيرة الأخرى كمكة المكرمة، وروما، والقدس، وسانتياغو دي كومبوستيلا".

بعد نشر مذكراتي الخاصة برحلة المسير من النجف إلى كربلاء، دعيت من قبل كنيسة "القديس يعقوب" في مدينة هامبورغ، وهي محطة على طريق الحج المسيحي إلى مزار "سانتياغو دي كومبوستيلا" في إسبانيا، الذي يضم مرقد القديس "يعقوب"، أحد أتباع السيد المسيح "عليه السلام".

4- ما هو رأي سائر المذاهب تجاه أهل البيت؟ وهل هناك نظرة شاملة عنه في العالم؟

- "إن المعرفة السائدة تجاه أهل البيت "عليهم السلام" ورسالتهم في تاريخ خلاص البشرية هي متخلفة في أوساط الجمهور العالمي، وأعتقد أن القائمين على التراث الشيعي الديني والروحي يجب أن يحصلوا على مزيد من الدعم، حيث أن رسائل الإمام علي والإمام الحسين والشهداء الآخرين لا تنير فقط طريق المؤمنين في العراق وإيران، بل هم معالم نور للبشرية جمعاء.

5- أسباب إعتناقك لمذهب أهل البيت "عليهم السلام"

- موطني الديني هو المركز الإسلامي في هامبورغ، ومسجد الإمام علي، ومعلمي والمثل اللامع الذي أحتذي به كان الإمام السيد "مهدي رضوي"، وهو عالم شيعي وصوفي من باكستان، بعد حصولي على التعليم اللازم من قبله ومن قبل معلمين آخرين من إيران، أصبحت على دراية بطقوس الشيعة ومناسباتهم الدينية، حيث ذكرني إستشهاد آل البيت بتضحية السيد المسيح وأتباعه.

6- ما هي الكتب التي إطلعت عليها ووثقت علاقتك بمذهب أهل البيت (عليهم السلام)؟

- الكتاب الأول عن إيران كان بياناً ضد نظام الشاه في إيران سنة 1968 والذي نشره "بهمن نيروماند" الناشط في حركتنا الطلابية، حيث تضمن كتابه أيضاً فصلاً عن المقاومة الطويلة ضد الديكتاتورية وعن الأصول الشيعية.

في عام 1987، قمت بزيارة إيران وألفت كتاباً ضد الحرب الدموية آنذاك، غير أني عدت بأسئلة أكثر من الإجابات، وفي عام 1994 تم نشر الكتاب المؤثر للبروفيسور "هاينز هالم"، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة "توبنغن" والمعنوّن بـ "Der schiitische Islam -von der Religion zur Revolution" أي "الإسلام الشيعي -من دين إلى ثورة"، حيث كانت قراءة هذا الكتاب مفيدة جداً بالنسبة لي، بالإضافة الى أني درست العديد من الأعمال البحثية لـ "يورغن واسيم فريمبجين"، مدير القسم الإسلامي بالمتحف الإثنولوجي في ميونيخ.

7- ما هو سبب زيارتك الى العراق عموما ومدينة كربلاء المقدسة خصوصاً؟

- كل عام، تشارك مجموعة صغيرة من الإخوة والأخوات من مرتادي مسجدنا في مناسك زيارة الأربعين، إلا أنهم عندما يعودون إلى الوطن، تشرق عيونهم وهم مبتهجون بسبب لقائهم بالأئمة المقدسين، حماسهم هذا شجعني أنا و"رشيدة" للانضمام إلى الوفد القادم، وعلى الرغم من عمرنا المتقدم ومشاكل الطريق، وشعورنا بعد العودة بالإرهاق، لكننا كنا كحديثي الولادة.

8- هل إعتنقت الإسلام بسبب حادثة معينة أو من خلال المتابعة والدراسة؟

- لقد كان طريقًاً طويلاً واستغرق مني ما يقرب من خمسين عاماً، حتى وجدت أخيراً ضالتي في الإسلام، لقد كنت أبحث عن ديني الحقيقي لفترة طويلة، وذات يوم في حزيران 1991، ذهبت إلى الإمام "رضوي" في مسجد الإمام علي "ع"، حيث أردت أن أسأله ما إذا كان بإمكاني المشاركة في صلاة الجمعة دون أن أكون مسلماً، فسألني مبتسماً: "هل تؤمن أن الإله واحد فقط؟"، فأجبته: نعم!

"هل تعتقد أن محمداً هو النبي؟، فأجبته بنعم، فحينها عانقني الإمام "رضوي" وقال لي: "أنت مسلم يا أخي، أراك يوم الجمعة القادم!"

- بعد اعتناق الإسلام لم أعان من مشاكل عائلية أو اجتماعية في محيطي، لقد كان وقت إعادة توحيد ألمانيا وانهيار الدول الاشتراكية، حيث كان للناس ووسائل الإعلام أحزان أخرى، آمل أن يكون الإسلام أفضل من الكاثوليكية والشيوعية، وأتمنى أن تصلوا من أجلي.

9- كيف وجدت الزواج وطريقة تربية الأولاد في الإسلام؟

- أعيش في حي متعدد الثقافات في مدينة "هامبورغ"، حيث نصف جيراني من المسلمين، وينحدرون من دول مختلفة جداً، مثل تركيا، إيران، العراق، أفغانستان، إندونيسيا، مصر، غانا، وساحل العاج... إنهم يربون أطفالهم بطرق مختلفة جداً، لذلك فإنه من المستحيل أن أتحدث عن طريقة واحدة فقط للزواج الإسلامي وهيكل الأسرة، فالعلاقات بين الرجال والمرأة تتغير في جميع أنحاء العالم، وكذلك داخل المجتمع المسلم بالرغم من كل الاختلافات، إلا أن العائلات الإسلامية أكثر إستقراراً وتضم دائرة أكبر من الأقارب، والأمهات أكثر إحتراماً، فيما يحظى الأطفال بقدر أكبر من الحب والاهتمام مقارنة بالعائلات الأخرى، كما ألاحظ في مجتمعي الإسلامي أن الزيجات بين الألمان والشركاء المشرقيين قادرة على تقوية الروابط والتفاهم بين المؤمنين.

10- كيف تجد ضرورة الولاء لأهل البيت كشرط لقبول الأعمال بالله، وما رأيك في نهضة الحسين المباركة؟

- بالنسبة لي، فإن الولاء لأهل البيت إثراء مهم لتقواي، حيث أن الإمام علي والإمام الحسين يرافقاني في صلاتي، وزيارتي إلى مراقدهم جعلتني أقرب إلى الله، إن نهضة الإمام الحسين هي إشارة وعلامة بارزة على حيوية العقيدة الإسلامية، تميّز عصرنا بالكثير من الحروب والحزن والمعاناة -على غرار فترة أهل البيت- وإن شجاعة وتضحية شهداء الشيعة يمكن أن تريحنا وتشجعنا في تحدياتنا اليومية.

11- هل تعرضت لضغوط أو انتقادات في السنوات التي أعقبت إسلامك؟ وهل تعتبر هذا بمثابة إختبار؟

- قبل أحداث 11 أيلول الإرهابية، كان بإمكاني النشر في جميع الصحف والمجلات المهمة في بلدي، حيث أعطتني صحيفة "فرانكفورتر ألجماينا زيتونج" إمكانية وصف رحلة الحج التي أديتها إلى مكة عبر صفحة كاملة لديها، إلا أنه بعد أحداث 11 أيلول، طردتني جميع وسائل الإعلام، لقد كان امتحاناً ودرساً لي، ومنذ هذه الانتكاسة، ونحن نحاول تطوير إعلامنا الإسلامي، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر أهمية لتواصلنا.

12-  كيف تقيم دعوات علماء أهل البيت لإنقاذ الأرواح خلافا لدعوات الفكر الوهابي الذي يدعو إلى إراقة دماء المسلمين وغيرهم؟

- بالنسبة لي، فليس هناك شك في أن وحشية ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" هي متجذرة في أيديولوجية الوهابية، فالإرهابيون والقتلة الجماعيون التابعين لـ "داعش" هم أدوات الفراعنة المعاصرين في ثوب رجال ملتحين، وعلى العكس من هذه الهمجية، فإني عايشت تجمع الملايين من الزوار بالقرب من مرقد الحسين، وكانوا مثال السلام والرحمة والإحسان.

13- ما هو شعورك بالعمل عندما اكتشفت طريق الإسلام الصحيح؟

- شعرت أنني عدت إلى الوطن من هجرة طويلة جداً، كانت الولادة الثانية بالنسبة لي، ففي المرة الأولى التي ولدت فيها، كنت بين أحضان أمي، والمرة الثانية بين ذراعي خالقي ومخلصي.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp