بقلم : محمد علي البديري
مؤسسة ماينستا، 7 أيلول 2018
عدد الصفحات : 324 صفحة
في اليوم العاشر من شهر محرم، بعد خمسين عاماً من وفاة الرسول الكريم محمد (ص)، قُتل الإمام الحسين (ع) وعدد قليل من أفراد عائلته وصحابته على يد الحكومة الأموية.
إتخذ أفراد هذا المعسكر قرارهم على ارض كربلاء بعزم وتصميم، لم يتنازلوا أمام جيش من الآلاف، لقد عزموا على موقفهم هذا أملاً أن تعيد ذاكرتهم الحياة إلى أمة مسلمة كانت تتجه بسرعة على طريق الانحراف.
لقد مر أكثر من ثلاثة عشر قرناً منذ ذلك الحين، ومع ذلك، وفي كل عام، يواصل المسلمون في جميع بقاع الأرض إحياء ذكرى المأساة وتذكر تضحية الإمام الحسين (عليه السلام) العظيمة، حيث يتزاحم المخلصون القادمون من جميع أنحاء العالم إلى قبره في كربلاء للزيارة والدعاء، وليتذكروا أحداث تلك المجزرة الدموية وبسالة الإمام الحسين (عليه السلام) ورفاقه، ويتلون الآيات الأحاديث إحياءً لهذه الذكرى.
وبسبب الأهمية الكبيرة للمأساة والعاطفة التي غرستها في الأمة الإسلامية، بذلت السلطات الأموية كل ما في وسعها لمحو ذاكرتها، فقد منعت تلك السلطات ذكر الإمام الحسين (عليه السلام)، واضطهدوا كل من اعترف بالحب لأهل بيت النبي الكريم، ونشروا أيديولوجيات كاذبة تبرأ بني أمية من أي ذنب.
رغم كل هذا فإن موقف الإمام الحسين (عليه السلام) محفور في ضمير الأمة الإسلامية، وكما صرحت السيدة زينب في بلاط يزيد، بالقول "والله لن تمحي ذكرك أو تمحي وحينا".