بقلم: أستاذ الدراسات الإسلامية والإيرانية في جامعة أوستن، تكساس الأمريكية "كامران سكوت أغائي"
مطبعة جامعة واشنطن، 2011
تبحث هذه الدراسة المبتكرة أنماط التغيير في الرموز والطقوس الشيعية على مدار القرنين الماضيين لتكشف كيف أثّر التحديث على الثقافة الاجتماعية والسياسية والدينية في إيران. يشكل الشيعة الموالون لذرية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كخلفاء له، وكمعارضين لتقليد الخلافة السني، ما بين 10 إلى 15 في المائة من مسلمي العالم، نصفهم تقريباً يعيشون في إيران. طوال التاريخ المبكر للشرق الأوسط الإسلامي، ارتبط السنة بالدولة والنخبة الحاكمة، فيما كان الشيعة يمثلون في معظم الأحيان المعارضة السياسية وكان لهم جاذبية واسعة بين الجماهير. تحيي رموز وطقوس شهر محرم ذكرى معركة كربلاء عام 680 م، حيث تم ذبح حفيد النبي محمد، الإمام الحسين ومعظم أفراد عائلته وأنصاره على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد.
تعدّ رموز وطقوس محرم من بين أكثر الجوانب انتشاراً وشعبية في الثقافة والمجتمع الإيرانيين. حيث يتتبع هذا الكتاب أنماط الاستمرارية والتغيير في رموز وطقوس محرم على ثلاثة جوانب من الحياة الإيرانية: أهمية هذه الطقوس في تعزيز الروابط الاجتماعية، والوضع، والهويات، والمثل العليا؛ بالإضافة الى الطرق التي استخدمت بها أنظمة الحكم الثلاثة الرئيسية المتعاقبة (القجرية، البهلوية، والجمهورية الإسلامية) هذه الطقوس للترويج لشرعيتها أو لقمعها بسبب النظرة إليها كتهديد سياسي محتمل؛ فضلاً عن استخدامات رمزية محرم من قبل جماعات المعارضة الراغبة بالإطاحة بالنظام.
في حين أن أنماط الرعاية الحكومية كانت متقطعة بشكل جذري على مدار القرنين الماضيين، إلا أن أدوار هذه الطقوس في المجتمع والثقافة الشعبية كانت مستمرة نسبياً أو تطورت بشكل مستقل عن الدولة. تستمر الاستخدامات السياسية لطقوس العصر الحديث والرمزية الدائمة لروايات كربلاء حتى هذا اليوم.