بقلم: سيد أكبر حيدر: أستاذ زميل في الدراسات الآسيوية بجامعة أوستن، تكساس
مطبعة جامعة أكسفورد، 1 أيلول 2008
في عام 680 م، أعلنت مجموعة صغيرة تنحدر من عائلة النبي محمد وأتباعها، بقيادة حفيده الحسين، الثورة ضد الخليفة الحاكم يزيد. تم ذبح العائلة وأنصارها بسبب فرق العدد بشكل ميؤوس منه بين الطرفين المتحاربين في كربلاء، العراق.
قصة كربلاء هي حجر الزاوية في التفاني والحداد المنظميّن لملايين المسلمين الشيعة. بصرف النظر عن مدى قربها من الطائفة الشيعية، فقد أصبحت طقوس كربلاء أيضاً تحكم الخطابات الإصلاحية والصوفية في العالم الإسلامي بأجمعه. في الواقع، إن كربلاء تحولت حتى الى مثال للمقاومة النموذجية ورمز للتفاني للكثير من غير المسلمين. حتى الآن، وعلى الرغم من كل ذلك، فلم يتم سوى إيلاء اهتمام علمي ضئيل حول التوظيف الواسع والمتنوع لحادثة كربلاء.
في كتاب "إعادة إحياء كربلاء"، يبحث سيد أكبر حيدر الطرق التي لا تعد ولا تحصى التي وفرت من خلال رمزية كربلاء مصدر إلهام في جنوب آسيا التي تضم أكبر عدد من مسلمي العالم. وبدلاً من قراءة موحدة للإسلام، يكشف المؤلف عن مفاهيم متعددة، ومتضاربة أحياناً، لمعنى الرموز الدينية الإسلامية مثل كربلاء. حيث تخطى التفسيرات التقليدية والكتابية لمناقشة الطرق التي يعبر ويمارس بها ملايين من البشر معتقداتهم الدينية من خلال استخدام مجموعة بانورامية من المصادر، بما في ذلك العروض الموسيقية والمقابلات والدراما القومية والأشكال الأدبية الأخرى، يتتبع "حيدر" تطور هذه القصة من أصولها التاريخية الأولى وحتى بداية القرن الحادي والعشرين.
اليوم، تعد كربلاء بمثابة احتفال بالاستشهاد، ومصدر للهوية الشخصية والمجتمعية، وحتى كأداة للاحتجاج والنضال السياسي. يستكشف المؤلف كيف تؤثر القضايا المتعلقة بالجنس، والنوع، والثقافة الشعبية، والطبقة الإجتماعية، والهجرة، على تنشئة الرموز الدينية، حيث يقيّم الطريقة التي يتم بها التفاوض على اللغة والهويات الدينية عبر السياقات والقارات. في وقت يتم فيه استخدام وإساءة استخدام كلمات مثل الشهادة والجهاد والشيعة لأسباب سياسية، يوفر هذا الكتاب إستدراكاً علمياً نحن بأمسّ الحاجة إليه. من خلال فحصه متعدد الأوجه لهذا الحدث المذهل في التاريخ الإسلامي، والتي قدمّ فيه المؤلف رؤية أصلية ومعقدة ودقيقة للرموز الدينية.