نشرت وكالة "أسوشيتد بريس" العالمية تقريراً مصوراً أشادت من خلاله بالجهود المبذولة من قبل إدارة وكوادر مقبرة "وادي السلام الجديدة" والمخصصة لدفن ضحايا فيروس "كورونا" بعد رفض إستقبالهم من قبل جميع المقابر الأخرى في العراق.
وقالت الوكالة في تقريرها إنه "بالإمكان مشاهدة كل فصل من فصول تاريخ العراق الحديث في مقبرة (وادي السلام) المترامية الأطراف خارج مدينة النجف الأشرف والتي تعدّ من بين أكبر وأقدم المقابر في العالم"، مشيرةً الى أنها "تضمّ في طيّاتها جثامين العراقيين منذ حربيّ الخليج الأولى والثانية، مروراً بالغزو الأمريكي للبلاد، وإنتهاءاً بشهداء الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها توسّعت مؤخراً لتحتضن ضحايا فيروس (كورونا) المستجد".
وتابع التقرير أن "الجهة المشرفة على مقبرة (وادي السلام الجديدة) والقائمة بكافة إجراءات الدفن للضحايا هم متطوعون عراقيون ينتمون لقوات الحشد الشعبي التي كانت تحارب تنظيم داعش الإرهابي على مدى السنوات الماضية"، مضيفاً أن "جثث ضحايا الفيروس تصل ليلاً عبر سيارات الإسعاف لتتم بعدها إجراءات الدفن عند ساعات الفجر الأولى".
ونقلت الوكالة العالمية عن مسؤول إدارة شؤون الشهداء في هيئة الحشد الشعبي "سرمد خلف إبراهيم"، إعلانه في لقاء خاص، أنه "تم دفن أكثر من (3000) جثة خلال الأشهر الأربعة الماضية في هذه المقبرة"، مشيراً في سياق اللقاء الى إن "مقبرة (وادي السلام الجديدة) تستقبل الضحايا من جميع الأديان والمذاهب، بينهم أكثر من أربعة أو خمسة أشخاص من الطائفة المسيحية تم مواراتهم الثرى وفقاً لمراسيم دينية خاصة حسب طلبهم".
وأشارت وكالة "أسوشيتد بريس" الى إن "النظام الصحي في العراق لم يتغير إلى حدٍّ كبير منذ سبعينيات القرن الماضي بفعل عقود من الحروب والعقوبات والاضطرابات المتتابعة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، مع ندرة في الإستثمار من قبل الحكومات المتعاقبة الى درجة أن مستشفيات العاصمة بغداد أصبحت قادرة بصعوبة بالغة على التعامل مع الأعداد المتزايدة لمرضى الفيروس المستجد".
المصدر: https://apnews.com/e66b581484c7e94608dc51da3c7bc6d2