أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" العالمية بالدعوة التي أطلقتها المرجعية الدينية العليا في العراق لتأسيس مقبرة خاصة لضحايا فيروس "كورونا" من العراقيين على إختلاف أديانهم ومذاهبهم بعد رفض جميع المقابر إستقبال جثامين المتوفين بهذا الفيروس الوبائي.
وقالت الصحيفة في تقرير ميداني أن "مقبرة (وادي السلام 2) أو كما يسميها العراقيون بـ "مقبرة كورونا" قد تم تأسيسها قبل أربعة أشهر بُعيد إنتشار جائحة (كوفيد-19)، حيث ضمّت حتى الآن أكثر من 3200 قبر، فيما تعمل الحفارات كل ليلة لصنع أخاديد جديدة في التربة الرملية التي تشتهر بها صحراء مدينة النجف".
وتابع التقرير أنه "في فترة ما قبل (كورونا)، فقد كان المسلمون من أتباع أهل البيت، بغض النظر عن مكان تواجدهم في العراق، يحملون النعش على أكتافهم بإتجاه ضريح الإمام علي (ع)، حيث تتم الصلاة على الجثامين خارج أبواب الضريح، ثم يأخذون التابوت لغرض الدفن في مقبرة (وادي السلام) التي تعد إحدى أكبر وأقدم مقابر العالم على الإطلاق".
ونقلت الصحيفة عن رجل الدين النجفي "توفيق مهدي"، قوله في لقاء خاص "إن العوائل المنكوبة لا تدفن أحبائها من ضحايا الفيروس كما إعتادت سابقاً، وهذا ما يجعلها في حالة حزن شديد"، مؤكداً إن "دورنا يتمثل حالياً في تخفيف أحزانهم وطمأنتهم بأن وقوع هذا الوباء قد منعهم من أن يكونوا قريبين من أحبائهم كما كانوا من قبل، لكننا سندعو الله من أجلهم".
وفي نفس الإطار ذكر الشيخ "طاهر الخاقاني"، مسؤول فرقة الإمام علي القتالية التابعة لقوات الحشد الشعبي، للصحيفة، إنه "ما زال يتذكر رؤية بعض المشاهد على شاشات الفضائيات، والمتعلقة برمي سبع أو ثماني جثث خارج مشرحة إحدى المستشفيات وتركها هناك"، مشيراً الى أنه "في ذلك الوقت جاءت فكرة تأسيس مقبرة جديدة لأولئك المتوفين جراء الفيروس، حيث تم تحقيق هذه الفكرة في غضون أيام فقط وعلى مساحة قدرها (1500) فدان نتيجة لمشاورات جمعت مرجعية السيد السيستاني ومحافظ النجف ورئيس ديوان الوقف الشيعي".
وأضافت الصحيفة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أنه "بأوامر مباشرة من آية الله العظمى السيد السيستاني، فإن على إدارة المقبرة إستقبال جميع ضحايا الفيروس بغضّ النظر عن العقيدة أو الطائفة، وبصورة مجانية بالكامل"، مضيفةً في ختام تقريرها نقلاً عن المواطن المسيحي الأرمني "آري ساهاك ديرتال" قوله إنه بعد وفاة والده في 1 تموز الجاري، فإنه توجّه الى الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في بغداد لغرض دفنه فيها بناءً على رغبة الفقيد، إلا أنه فوجئ برفض طلبه من قبل الكنيسة، فيما أخبره مسؤولي مقبرة (وادي السلام 2) بإمكانية دفن والده في أي مكان فيها، وهو ما تم فعلاً، حيث بذل عاملو المقبرة قصارى جهدهم في ترتيب مدفن خاص له وفق الطقوس المسيحية، مع وضع صليب على شاهد القبر، فضلاً عن إرسال شريط فيديو لعملية الدفن الى ذوي المتوفي".
المصدر: https://www.nytimes.com/2020/07/18/world/middleeast/iraq-coronovirus-cemetery.html