تمر علينا هذه الأيام ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين وأم الائمة (عليهم السلام)، على حسب الرواية الثانية، ووفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (عليهم السلام) للأنباء ــ ابنا ــ فأن نصوص زيارة السيّدة الزهراء عليها السلام تزخر بجملة من الصفات الخاصّة بهذه الشخصيّة الجليلة، ودورها المؤثّر في مجتمعها.
وذكرت الوكالة، ان "من بين هذه الصفات المذكورة هي (معلّمة لنساء عصرها)، اذ كانت عليها السلام معلّمة للناس وخاصّة النساء، فقد كنّ يقصدنها ويسألنها عمّا بدا لهنّ من الأحكام الشرعيّة وتفسير القرآن الكريم، وحلّ النزاعات وترسيخ العقائد وغيرها. وكانت الزهراء عليها السلام تجيب عن كل الأسئلة الموجّهة إليها بكل رحابة صدر، وهي بذلك تؤصّل العديد من القيم والأصول الأخلاقيّة والفقهيّة؛ لتكون بيد كلّ الأجيال".
وأضافت، ان عليها السلام هي (تجسيد العلم بشكل عمليّ)، اذ انعكست عبادتها عليها السلام وإخلاصها لله تعالى على كلّ جوارحها، الأمر الذي دعاها إلى بيان الرابط الربوبيّ وتجسيد التوحيد الأفعاليّ على سلوك الإنسان، وذلك من خلال الإخلاص لله تعالى في الأفعال والعبادات، تقول عليها السلام: "مَن أصعد إلى الله خالص عبادته، أهبط الله إليه أفضل مصلحته".
ومن الجدير بالذكر ان فاطمة الزهراء عليها السلام أكدت على خير ما يمكن أن تصل إليه المرأة المسلمة، وذلك من خلال تجنّب الاختلاط بالرجال، وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الضابطة، وكأنّها عبّرت عن مكنونه صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك عبّر بأنّها "بضعة منّي".
ورُوي عنها قولها عليها السلام: "خير للنساء أن لا يَريْن الرجال ولا يراهنّ الرجال"، و لقد كانت السيدة الزهراء عليها السلام معطاءة ومعلّمة وهادية، وقد قدّمت كل شيء من أجل ترسيخ القيم والمبادئ ليبقى ويستمر الدين الإلهيّ ويصل إلى كلّ الأجيال.