ليلة المبيت هي اسم الليلة التي بات فيها عليّ بن أبي طالب في فراش الرسول حفاظاً عليه. وذلك بسبب نزول الآية التالية من سورة البقرة حسب الروايات "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ"
مبيت أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في فراش النبيّ محمد(صلّى الله عليه وآله) لم يكنْ أمراً يسيراً من الممكن أن يؤدّيه أيّ إنسانٍ اعتياديّ، بل كان أمراً يتطلّب شجاعةً كبيرة، لاسيّما حين يعلم أنّه سيُقْتَل لا محالة، ذلك لأنّ مُشرِكي قريش اتّخذوا قراراً لقمع الدين وإنهاء وجود النبيّ الأكرم في تلك الليلة.
عندما أحسّ كفّار قريش بخطر الإسلام والدعوة السماوية وتزايد المسلمين يوماً بعد يوم، اجتمعوا في دار الندوة ليتّخذوا قراراً لقمع الدين، فطرحوا ثلاث خطط إما أن يقتلوا النبي، أو يلقوه في السجن بحيث لا يتمكن أيُّ شخص من رؤيته والحديث معه، أو يقوموا بإبعاده عن أرض الحجاز.
وبعد مناقشات طويلة، صمّموا علی قتل النبّي، فاختاروا من كلّ قبيلة رجلاً للاشتراك في قتله، حتى يضيع دمه بين القبائل، ولا يستطيع بنو هاشم أن يحاربوا كلّ هذه القبائل فيقتنعوا بالديّة، فلا يضيرهم أن يسلّموا الدية إلی بني هاشم.
فجاء أربعون شخصاً من مختلف قبائل العرب ، فأحاطوا ببيت الرسول ليلاً، ثمّ تسلّقوا الجدار وانتظروا حتّى تحين الفرصة المناسبة لقتل النبي ( صلى الله عليه واله) .
ففشلت مؤامرتهم ووجدوا انفسهم أمام هزيمة نكراء بدّدت كلّ أحلامهم، فأقدموا فوراً على ملاحقة الرسول حيث كانو يظنون أنّه لا يستطيع الخروج عن حدود مكة في مثل تلك المدة القصيرة فهو إِما مختبئ في مكة، أو أنه لا يزال في طريق المدينة. في حين خرج النبي من مكّة متستّراً وتحرّك إلى جهة الجنوب على عكس مسير المدينة حتّى وصل إلى غار ثور، وبعد أن يأس الأعداء من العثور عليه تحرّك إلى المدينة ووصل إليها بسلام.
المصادر:
ناصر مكارم الشيرازي،آيات الولاية في القرآن ؛صفحة:212-215