تجرد ال امية من الإنسانية معترفين بانجازاتهم الرثة و توليهم زمام أمور الملسمين المغلوب على امرهم بالتهديد او بالاقصاء وغيرها من الأساليب غير المقبولة التي عمدوا الى تنفيذها ابان فترة ولايتهم .
ذكر أحمد حسين يعقوب في الطبعة الأولى لكتاب كربلاء الثورة والمأساة ، انه " ليس جديداً إصرار يزيد بن معاوية على تجاهل حق أهل بيت النبوة ، وأخذ البيعة من الامام الحسين عليه السلام رغماً ، أو قتله أشنع قتلة !! فهذا الموقف ألأعتباطي ألأرعن إمتداد لموقف أبيه ، وعمه وجده ، والبطن ألأموي التي تشكل بمجموعها حلقات تاريخية متصلة ، وأدواراً متفقا عليها تماما " .
وقال يعقوب ، ان "أبو سفيان ومعاوية يقودان جبهة الشرك 23 عاما ، ثم ينخرطان في مؤامرة ويحصلان على ولاية الشام ، ثم يستولي بالقوة على منصب الخلافة و يجعل الخلافة ملكاً ، ويحصر هذا الملك في بيت أبي سفيان ويكون ابنه يزيد بن معاوية أول ملك أموي يرث أباه ".
مبيناً ، انه "لا يترك معاوية ألأمور تجري على مسارها الطبيعي بل يمهد لإبنه ، ويعينه وليا لعهده ، وخليفة من بعده ، ويأخذ بيعة الرعية ويحاصر من دون رحمة اصحاب الحق الشرعيين بخلافة النبي ، فيوجّب على الرعية لعنهم ، ويحرم محبتهم ، ويعتبر موالاتهم من جرائم الخيانة العظمى "
ثم يتوّج معاوية سلسة أعماله المشينة بقتل ألإمام الحسن "عليه السلام" عن طريق السم ، ولمواجهة أمتناع الحسين "عليه السلام "عن البيعة عهد معاوية بولاية العراق إلى عبيد الله بن زياد ، واتفق على أسلوب التعامل مع الحسين إن إمتنع عن البيعة ، وكلّف معاوية ابنه يزيد أن يرسل مسلم بن عقبة إلى أهل المدينة إن أثاروا عليه ، واتفق معاوية على أسلوب التعامل مع أهل المدينة .
وأشار احمد حسين يعقوب ، الى انه "وبعد هذه ألأنجازات المنحطّة هلك معاوية ، وجاء ابنه يزيد ليسير سيرة سلفه ووالده وليحافظ على الملك الذي ورثه منه بألأساليب وألأنماط نفسها التي استعملها أبوه من قبله ، فأعمال يزيد بن معاوية سلسلة من حلقات متكاملة ومتفق عليها بين ألأبن وأبيه " .
المصدر : احمد حسين يعقوب ، كربلاء الثورة والمأساة ،ص 143 .