ازدادت التشكيكات الاموية بالقضية الحسينية على مر العصور ، و روّج الاعلام الاموي المشكك بأهل البيت عدة أسئلة كان ابرزها "لماذا أختار الإمام الحسين عليه السلام طريق الشهادة ، أليس هناك حلول سلميّة أخرى؟"
وكان الرد قد تتوج بحديث الامام "ما خرجت أشطرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا ، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي" ، ومن الواضح أن الذي يريد الإصلاح ويقف بوجه الظالمين فإن مصيره القتل وهذه الظاهرة مستمرة لغاية اللحظة ، فلا يوجد أي بديل أمام الإمام الحسين عليه السلام سوى الشهادة في سبيل الله تعالى ، وبذلك حقق عليه السلام النصر والشهادة ، فتمثلت ثورته انتصار الدم على السيف ، فقد استطاع أن يحيي القلوب الميتة ، ويخرج الأمة من ذل العبودية إلى عز الطاعة والحرية .
و أظهر الامام الحسين عليه السلام للأمة الإسلامية أهمية الدين الإسلامي بحيث يضحي لأجله بدمه الطاهر، فإذا توقفت نصرة الدين وإعلاء كلمته على القتل والشهادة ، فترخص لذلك حتى دماء المعصومين (عليهم السلام) الذين هم أفضل الخلق على وجه الأرض.
كما قدّم الإمام الحسين عليه السلام دمه الطاهر وأهل بيته وأصحابه ، لإحياء هذه الأمة الميتة واخراج الخوف والتردد من نفوسهم ، فكانت الثورة الحسينية سببًا لكل الثورات التي بعدها كثورة التوابين وثورة المختار الثقفي وصولاً لوقتنا هذا ، مستلهمة من كربلاء الصبر والتضحية والفداء والعزيمة والثبات على المبدأ في سبيل نصرة الحق وإعلاء كلمته.
هذا و أراد الأمام الحسين عليه السلام بشهادته فضح بني أمية ، وإظهار وجههم الحقيقي أمام الملأ ، فمن لم يتورع عن قتل سبط رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسبي بنات الرسالة من أجل المطامع والملذّات ، فإنه مستعد أن يقتل جميع الناس ويرتكب الفواحش والمحرمات في سبيل تحقيق ما يريد.