لم يكتف جلاوزة بني أميّة بقتل الإمام الحسين عليه السلام ورضّ جسده بحوافر الخيل، بل تجاوزوا الحدّ، وهجموا على المخيم، ونهبوا ما فيه من خيول وجِمال ومتاع، بطريقةٍ يندى لها جبين كلّ أبيّ غيور.
كانوا يتسابقون في نهب بيوت آل الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وعلى رأسهم الشمر و عمر بن سعد حتى قصد شمر إلى الخيام مع جماعة من جيشه لغرض قتل الإمام السجاد عليه السلام، فتصدّت له السيدة زينب عليها السلام، ومنعته من ذلك ، ثم إنّ عمرو بن سعد أمر بسبي عائلة الإمام الحسين عليه السلام وفيهم الإمام السجاد عليه السلام الذي اشتد به المرض أثناء المعركة، فأرسلهم إلى ابن زياد في الكوفة ومن الكوفة أرسلوا إلى الشام، فأدخلوهم قصر يزيد بن معاوية وهناك كان لزينب "عليها السلام" رأي آخر ، فأخزت الجيوش والقادة والفاسدين ، بخطبتها المشهورة التي خُتمت بـ "ثُمَّ كِدْ كَيْدَكَ وَاجْهَدْ جُهْدَكَ! فَوَ الَّذِي شَرَّفَنَا بِالْوَحْيِ وَالْكِتَابِ وَالنُّبُوَّةِ وَالِانْتِجَابِ لَا تُدْرِكُ أَمَدَنَا وَلَا تَبْلُغُ غَايَتَنَا. وَلَا تَمْحُو ذِكْرَنَا وَلَا تَرْحَضُ عَنْكَ عَارُنَا. وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا فَنَدٌ وَأَيَّامُكَ إِلَّا عَدَدٌ وَجَمْعُكَ إِلَّا بَدَدٌ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي أَلَا لُعِنَ الظَّالِمُ الْعَادِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَكَمَ لِأَوْلِيَائِهِ بِالسَّعَادَةِ وَخَتَمَ لِأَوْصِيَائِهِ بِبُلُوغِ الْإِرَادَةِ نَقَلَهُمْ إِلَى الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ وَلَمْ يَشْقَ بِهِمْ غَيْرُكَ وَلَا ابْتَلَى بِهِمْ سِوَاكَ وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُكْمِلَ لَهُمُ الْأَجْرَ وَيُجْزِلَ لَهُمُ الثَّوَابَ وَالذُّخْرَ وَنَسْأَلُهُ حُسْنَ الْخِلَافَةِ وَجَمِيلَ الْإِنَابَةِ إِنَّهُ رَحِيمٌ وَدُودٌ"