جاء شمر بن ذي الجوشن في التاسع من محرم الحرام لعام 61 هجرية بكتاب من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يخيّره فيه بين الحزم والإسراع بالحرب وبين تسليم قيادة الجيش لشمر ، إلاّ أن عمر بن سعد تمسّك بقيادة الجيش، وأظهر استعداده التام لخوض الحرب ضد الإمام الحسين عليه السلام، وليبرهن على صدق نواياه أمر بالتحرك صوب معسكر الإمام الحسين عليه السلام فسمعت السيدة زينب عليها السلام ضجة، فدنت من أخيها وقالت: «يا أخي أما تسمع الأصوات قد اقتربت»! فنهض "الحسين عليه السلام" فقال: «يا عباس اركب - بنفسي أنت يا أخي - حتى تلقاهم فتقول لهم: ما بدا لكم؟ وما تريدون؟».
في نفس اليوم جاء الشمر بكتاب أمان من عبيد الله بن زياد لأبناء أمّ البنين، وقد رفض العباس وإخوته هذا الكتاب رفضاً قاطعاً.
أشاد الإمام الحسين عليه السلام في ذات اليوم، التاسع من محرم بأصحابه قائلاً: «أما بعد .. فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً» .
المصدر : الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 91.