إختلفت الروايات الإسلامية على إختلاف توجهاتها ودقة نقلها ومعايير إسنادها، في تمييز الفرق بين عيد الغدير وعيديّ الفطر والأضحى إذا إستثنينا سلاسل الحديث الذهبية المنقولة عن آل بيت النبوة وذريتهم من الأئمة المعصومين "صلوات الله عليهم أجمعين"، فَما هُوَ عِيدٌ اللَّهُ الْأَكْبَرُ؟، ومَتَى يُسَمَّى الْعِيد عِيدًا؟
وحسب ما جاء في الروايات المنقولة عن أئمتنا الاطهار، فإن عيد الفطر يحلّ على المسلمين بعد إتمام نعمة الصيام الذي يعدّ جزءاً من الدين وليس كل الدين، فيما يتم إحياء عيد الأضحى بعد إتمام نعمة الحج الذي يعد هو الآخر جزءاً من الدين وليس الدين كله، أما في يوم غدير خم، فقد نزلت فيه الآية الكريمة، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾... المائدة (3)، فلقد أُكمِل الدين بعيد الغدير، وتمت النعمة بعيد الغدير، وحلّ رضا الله عز وجل في عيد الغدير، وعلى يوم الغدير، وللمؤمنين بحادثة الغدير، وَمِنْ هُنَا تم إعتباره وبما لا يدع مجالاً للشك، إنه هُوَ الْعِيدُ الْأَكْبَر .
ومما جاء في الأسباب والعلل في تمييز هذا اليوم عن غيره من أيام الله المباركة، هو أن كلّ الْأَعْيَاد يَحْتَفِل بِهَا الْمُنَافِق وَالْمُسْلِم إلّا عِيد الْغَدِير، فَلَا يَحْتَفِلُ بِهِ إلّا الْمُؤْمِن تأكيداً لِقَوْلِ رَسُولِ الله "صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم"، أنه "لا يُحبّك يَا عليّ إلّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إلّا منافق"، فحب علي وموالاته هو من حب النبي وموالاته كونه أخوه ووصيه وخليفته من بعده حسبما أكّده خاتم الأنبياء نفسه "صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم" في أكثر من حدث ومناسبة.