سلّط كتاب "البالغون الفتح في كربلاء" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن فصوله الخاصة بكبار شخصيات الإسلام، الضوء على الجذور التاريخية للحقد الجاهلي على بيت النبوة الأكرم، ومنها ما تم ذكره من دلائل تثبت إسلام شيخ الأبطح وناصر رسول الله "صلى الله عليه وآله"، أبا طالب بن عبد المطلب "رضوان الله عليه"، وعمق إيمانه، وسلوكه، ومواقفه الشجاعة من أجل نصرة الرسالة المحمدية الأصيلة.
وذكر الكتاب أنه "بعد أن تألّق نجم عبد المطلب، وأصبح السيد المطاع عند قريش، وجاء من بعده أبو طالب الذي ورث أباه وأصبح هو الآخر شيخاً، وسيداً للبطحاء، حيث كان بنو هاشم، وبنو عبد المطلب سادة بطون قريش، وكان أبو طالب شيخاً لهما"، مضيفاً أنه "على الرغم من اعتراف قريش جميعاً بسيادة أبي طالب، وشرفه، وقوته، إلا أن الحسد والمنافسة القديمة بين هاشم وأمية، بقيت تتجسد في حركات الخائف أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية".
ويضيف مؤلف الكتاب، الأستاذ "عبد الأمير القريشي"، أن "مكانة بني هاشم، واحترامهم في مكّة وخارجها كان يقلق الأمويين فيجعلهم يتحسبون لئلا تنتزع مكانتهم، ومن هنا بدأ أبو سفيان معارضته انطلاقاً من هذا التصور، كما نصّب نفسه زعيماً لهذه المعارضة قبال البيت الهاشمي المتمثل بزعامة أبي طالب (رضوان الله عليه)، حيث أقدم الأخير حينها على تحدي كل ّ رؤساء قريش، وهدّدهم بالقتل إن أقدم أحدٌ على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وحرّض بني هاشم وبني عبد المطلب، ووحّد صفوفهم، وإجتمع معهم في بيت محمد، حيث قرروا إلّا يفرطوا بالرسول، ولو قتلوا جميعاً".
المصدر: - موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، النهضة الحسينية/البالغون الفتح في كربلاء، الجزء الرابع، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 48-49.