نشرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، دراسةً تفصيلية بيّنت من خلالها المراحل التي مرّ بها علم الخطابة منذ الأزمنة الغابرة وحتى وقتنا الحاضر، والأهمية التي إكتسبها هذا العلم للتأثير في مجالات الحياة المختلفة.
وجاء في الموسوعة أن "الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) أرسى قواعد الخطابة، وكان له منهج خاص فيها وسار من بعده الأئمة المعصومون (عليهم السلام) على هذا النهج والطريق، فقد اصبحت خطب الإمام علي (عليه السلام) في كتابه (نهج البلاغة) خير دليل على بلاغته، حيث يعد أكثر الأئمة خطابةً، إذ كان عهده عهداً حساساً للغاية وكانت الخطابة هي الوسيلة الوحيدة لتوعية الناس وإرشادهم، فضلاً عن سيرته العملية وأعماله وكتبه الى عماله في الأمصار المختلفة".
وأضاف المحور التاريخي بالموسوعة أنه "قد ظهرت العديد من الخطب المميزة والمعروفة التي جمعت في كتب عديدة وضحت معانيها وشروحها، فيما إستشهد بها خطباء المنبر الحسيني في مقدمات خطبهم"، مشيراً الى أن "من أبرز خطبه (عليه السلام)، هي التوحيد، والشقشقية، والهداية، والملاحم، واللؤلؤة، والغراء، والقاصعة، والافتخار، والأشباح".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي بالموسوعة، الى أنه "من بين الخطب الشهيرة لأمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجلين، هي تلك الخالية من النقاط والتي جاء في مقدمتها "الْحَمْدُ للهِ الْمَلِكِ الْمَحْمُودِ، الْمَالِكِ الْوَدُودِ، مُصَوِّرِ كُلِّ مَوْلُود، وَمَوْئِلِ كُلِّ مَطْرُود، وَسَاطِحِ الْمِهَادِ، وَمُوَطِّدِ الأطْوادِ، وَمُرْسِلِ الأمْطَارِ، وَمُسَهِّلِ الأَوْطَارِ، عَالِمِ الأَسْرارِ وَمُدْرِكِهَا، وَمُدَمِّرِ الأَمْلاَكِ وَمُهْلِكِهَا، وَمُكَوِّرِ الدُّهُورِ وَمُكَرِّرِهَا، وَمُورِّدِ الأُمُورِ وَمُصَدِّرِهَا، عَمَّ سماءه، وَكَمَّلَ رُكَامَهَ وَهَمَلَ، وَطَاوَعَ السَّؤالَ وَالأَمَلَ، وَأَوْسَعَ الرَّمْلَ وَأَرْمَلَ، أحمده حمداً ممدوداً، وأوحده كما وحد الأواه، وهو الله لا إله للأمم سواه، ولا صادع لما عدل له وسواه".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 13-14.