بيّن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وعبر موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة أبي الأحرار "عليه السلام" أنه لما بلغ مسلم بن عقيل، خبر مقتل هانئ بن عروة، نادى فيمن بايعه فاجتمعوا، فعقد لعبد الرحمن بن كريز الكندي على كندة، وعقد لأبي ثمامة الصيداوي على تميم وهمدان، وعقد لمسلم بن عوسجة على مذحج وأسد، وعقد للعباس بن جعدة بن هبيرة على قريش والأنصار.
ونقلت الموسوعة عن الطبري ما أورده في تاريخه، من أن "مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة، كان يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين، ويقال يوم الأربعاء لسبع مضين سنة ستين من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من المدينة الى مكة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، ودخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فأقام بمكة شعبان وشهر رمضان وشوال وذا القعدة، ثم خرج منها لثمان مضين من ذي الحجة في الثلاثاء المصادف يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل".
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة أن "مسلم بن عقيل وأصحابه ومؤيدوه، قد أحاطوا بالقصر، فيما تحصن عبيد الله بن زياد بالقصر ومعه مئتا رجل، واستمر الحال حتى المساء، في حين أن المواجهة قائمة بين الطرفين، مما دفع ابن زياد وكعادته الى اللجوء لخدعة تقوم على إخافة أهل الكوفة بقدوم قوات شامية لمساندته، والقضاء على مسلم واتباعه".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي الى أن "جماعةً مكونة من كثير بن شهاب، ومحمد بن الأشعث، والقعقاع ابن شَوْر، وشبث بن رِبعي، وحجار بن أبجر، وشمر ابن ذي الجوشن، وهم مجاميع انتهازية ليس لديها قيم تحكمها، ولا أخلاق تربطها همهم الدنيا، وبغية أمانيهم وغاية آمالهم وأهدافهم، هو ما يحصلون عليه من مال وغِنى"، مبيناً أنهم "أشرفوا من أعلى القصر منادين بصوت واحد (يا أهل الكوفة، اتقوا الله ولا تعجلوا الفتنة، ولا تشقوا عصا الطاعة، ولا توردوا على أنفسكم خيول أهل الشام، فقد ذقتموهم وجربتم شوكتهم".
ونوّهت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الى أن "ما أن سمع أتباع مسلم وأصحابه تحذيراً كهذا عن قوة أموية في طريقها الى الكوفة للقضاء على ما يجري فيها من أحداث، حتى انسحب عدد غير قليل منهم من ساحة المواجهة".
المصدر:
موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 38-40.