أسمه ونسبه:
هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب "عليهم السلام" سادس الأئمة المعصومين من ذرية الحسين "عليه السلام"، أما والدته، فهي السيدة "أم فروة" بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، وكانت من سيدات النساء عفّة وشرفاً وفضلاً بحكم نشأتها في بيت أبيها الذي يعدّ من فضلاء عصره، كما تلقّت الفقه والمعارف الإسلاميّة من زوجها الإمام محمد الباقر "عليه السلام".
إمامته:
يُمكن تقسيم فترة الحياة المباركة للإمام الصادق "عليه السلام" إلى عصرين، وهما عصر ما قبل إمامته، الذي عاصر فيه حُكّام بني امية، وهم كل من الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن الوليد، وهشام بن عبد الملك، أما عصر إمامته فينقسم بدوره إلى مرحلتين، أولهما فترة إنهيار الدولة الأُمويّة حتى اُفولها (132 - 144 هـ)، حيث عاصر "عليه السلام فيها كل من هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد، ثم أخيه إبراهيم بن الوليد، ثم مروان بن محمد المعروف بـ "مروان الحمار" آخر ملوك الدولة الامويّة الفاسدة، أما المرحلة الثانية، فهي فترة تأسيس الدولة العباسيّة والتي عاصر فيها أبو العباس السفاح، وأبي جعفر المنصور، حتى استشهاده "عليه السلام" مسموماً في عهد المنصور العباسي.
ألقابه وصفاته:
ومن ألقابه "عليه السلام" التي تعبّر عن محياه الكريم وسيرته الزكيّة، هي "الصادق" الذي لقّبه به جدّه النبي الأكرم "صلی الله عليه وآله"، لأنه أصدق الناس في حديثه وكلامه، و"الصابر" بسبب صبره على المحن الشاقّة، والخطوب المريرة التي تجرعها من خصومه الأمويين والعباسيين، كما لُقّب أيضاً بـ "الفاضل" لأنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم، لا في شؤون الشريعة فحسب، وإنما في جميع العلوم، بالإضافة الى ألقاب أخرى كالطاهر، وعمود الشرف، ، والقائم، والكافل، والمنجي، أما "أبوعبد الله"، فهذه كنيته التي اشتهر بها، وخاصة في الروايات الشريفة، بالإضافة الى أبي إسماعيل، وأبي موسى.
علمه وعباداته:
ذكر علماء السيّر في سياق بيان العبادة البدنيّة للإمام الصادق "عليه السلام" أنه "اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة"، فيما وصفه محمد بن طلحة الشافعي بأنه "ذو علوم جمّة وعبادة موفرة وأوراد متواصلة، ويقسّم أوقاته على أنواع الطاعات"، فيما قال أبو نعيم الأصفهاني في كتابه "حلية الأولياء"، إنه "أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع ولها عن الرئاسة والجموع"، وأمّا شأنه في العبادة الفضلى التي هي أزكى أثراً، وأذكى نشراً، وهي عبادة العلم ونشره وتعليمه والإرشاد والإصلاح، فلا يخفى فضله فيها على أحد، وقد عرفت من حياته العلميّة ومن الفصول الماضية من سيرته وأخلاقه، قدر جهاده في التعليم والتثقيف وجهوده في البرّ والعطف والتربية الأخلاقيّة.
إستشهاده:
صمم المنصور الدوانيقي على اغتيال الإمام "عليه السلام" بسبب كونه غصّة في حلقه طوال فترة حياته المباركة، فدسّ إليه سمّاً فاتكاً على يد عامله في يثرب فسقاه به، وكان لهذا السم الأثر البالغ على الإمام، حيث تسبب بتقطيع أمعاؤه، ومعاناته من آلام قاسية، وأوجاع لا حدّ لها، حتى عرج إلى جوار ربه شهيدا مظلوما مسموما في شهر شوال، وقيل في النصف من رجب، كما اختلف المؤرخون في سنة شهادته "عليه السلام"، فمنهم من قال إنها سنة (148 هـ)، وهذا هو المشهور، فيما ذكر آخرون أنها سنة (146 هـ)، أما عمره "عليه السلام" عند شهادته فقد بلغ (65أو (68) عاماً على اختلاف الروايات.
المصادر : الصدوق ، عيون اخبار الرضا ، ص 48 الطوسي، تهذيب الاحكام ، ج 6 ، ص 78 الطبري الشيعي ، دلائل الامامة ، ص 22 .