تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بحث وتوثيق الرحلة الثورية الإصلاحية التي سلكها سبط رسول الله محمد وسيد شباب جنته، الإمام الحسين بن علي "صلوات الله عليهم أجمعين".
وقالت الموسوعة في سياق بيان حيثيات هذه الرحلة، إنه "بينما الحسين في الطريق من المدينة الى مكة اذ استقبله(عبد الله بن مطيع) في موضع يدعى (الشّريفة) وجرى بين الرجلين حديث ود ومحبة، لما يكنه الرجل لابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ ابتدره بالقول (أين تريد أبا عبد الله جعلني الله فداك (، قال) أما في وقتي هذا أريد مكة، فإذا صرت إليها استخرت الله تعالى في أمري بعد ذلك (".
وبيّن المحور التاريخي في الموسوعة نقلاً عن عبد الله بن مطيع، قوله "خار الله لك يا ابن بنت رسول الله فيما قد عزمت عليه، غير إني اشير عليك بمشورة فاقبلها منّي"، فقال له الحسين" وما هي يا ابن مطيع؟"، فأجاب عبد الله "إذا اتيت مكة فإياك أن تقرب الكوفة فإنها بلدة مشؤومة، بها قتل أبوك، وبها خذل أخوك، واغتيل بطعنة كانت تأتي على نفسه، الزم الحرم فإنك سيد العرب، ولا يعدل بك أهل الحجاز أحداً، ويتداعى الناس إليك من كل جانب، لا تفارق الحرم، فوالله لئن هلكت لهلك أهل بيتك بهلاكك، ولنسترقن من بعدك".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة الى أن "الإمام الحسين ودّعه بعد ذلك ودعا له بالخير قائلاً) يقضي الله ما أحَبَّ) حتى وافى مكة مع أهل بيته لثلاث مضين من شعبان سنة 60 هـ، فأقام باقي شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 14-15.