برزت جريدة "الغروب" خلال العهد الملكي في العراق منذ تأسيسها عام 1935 – 1938م، كمنبر اجتماعي فاعل نقل هموم المجتمع الكربلائي إلى صناع القرار، وسعت بإصرار إلى تحسين الواقع الاجتماعي لأهالي كربلاء المقدسة. فقد أولت الصحيفة اهتماماً بالغاً بالقضايا الاجتماعية، لا سيما تلك التي تمس حياة النساء وسكان المناطق الريفية.
ركزت "الغروب" في العديد من أعدادها على ضرورة تعزيز ثقافة المرأة من خلال فتح مراكز محو الأمية في القرى، وتوسيع دائرة التعليم لتشمل شرائح واسعة من أبناء المجتمع الكربلائي. كما ناقشت موضوعات محورية مثل قانون العقوبات، الحجاب، الجريمة، والثقافة في الريف، إلى جانب طرحها مقالات معمقة حول حياة الشعوب والشعوذة والدجل، وبيان مخاطر تلك الظواهر على الأفراد والمجتمع.
وكان من أبرز الكتّاب في هذا الحقل المحامي عبد المجيد كمونة وعبد الكريم بك الأزري، الذين أسهموا بمقالات ثرية تنشر وتوقّع باسم رئيس التحرير عباس علوان الصالح.
وفي محاولة لتسليط الضوء على الأهمية الدينية لمدينة كربلاء، دعت الجريدة السلطات الأمنية إلى فرض عقوبات صارمة على مرتكبي الجرائم، لا سيما خلال المناسبات الدينية التي تشهد تدفق أعداد كبيرة من الزائرين من داخل العراق وخارجه. وشددت "الغروب" على أنّ الحفاظ على أمن المدينة خلال هذه المناسبات يعزز من سمعة العراق دولياً، ويدعم الحركة الدينية والسياحية، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
المصدر: جريدة الغروب، الأعداد: 3 ،4 ،7 ،11.