أكّد كتاب "الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن تناول موضوع المستشرقين وكتاباتهم عن السيرة هي ليست بصدد الكتابة عن جهودهم أو إثبات ذكاءهم وعبقريتهم مثلاً دون غيرهم، ولا لإثبات اتصافهم جميعاً بالموضوعية، أو حتى لإثبات أحقية قضية ما من خلالهم، وإنما لإظهار أن الكثير من القضايا التاريخية والتراثية، بل والإنسانية غير خافية على الباحث، وإن الكثير من القضايا واضحة وضوح الشمس رغم إرادة البعض طمسها، وتشويهها، وتحريفها.
وأشار مؤلف الكتاب سماحة الشيخ "ليث عبد الحسين العتابي"، الى أن "من بين أبرز هذه القضايا هي قضية الإمام الحسين (عليه السلام) والذي خرج ليقوم بواجبه الإنساني والأخلاقي، وليعطي درساً قيماً في التضحية والفداء، يتلو نشيده الأحرار على طول الزمان"، مؤكداً إن "وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة كان قد إستطاعوا أن يخفوا عن الأكثرية تفاصيل كثيرة من التاريخ ومنها-على سبيل المثال- نهضة الإمام (عليه السلام)، بل وتصويرها بشتى التصورات غير الشرعية؛ ذلك انّ هذه الأكثرية ومع شديد الأسف، تأخذ دينها من ألسنة وخطابات هؤلاء الوعاظ لا من الكتب والمصادر التاريخية المعتبرة أو المشهورة".
وأشار "العتابي الى أن "أكثر المصادر التاريخية قد أطلع عليها المستشرقين، فهم قد قرأوها وحققوها وترجموها وطبعوها قبل أن تصل إليها الحملة الثانية من التحريف والتزوير، وبذلك قد أفِلَت ْ سطوة الوعاظ، فكانت، وستبقى غصّة لا تبارحهم وتنشب في أعناقهم كلما أرادوا لها إخفاءً.
المصدر:- الإمام الحسين في الدراسات الاستشراقية، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2018، ص 21-22.