8:10:45
الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة محمد جواد الدمستاني وفد من المركز يزور وزارة التعليم العالي، ويبحث عدداً من الملفات المهمة استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي جيل الشباب التحديات المعاصرة اعلان دفق من التاريخ والحكايات لمراقد ومقامات كربلاء..مرقد عون بن عبد الله البنفسج مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة إلكترونية حول الأبعاد الإنسانية لزيارة الأربعين محطات كربلائية..إسهامات الملوك الصفويين في تطوير وتعمير مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إعلان.. وظيفة شاغرة اعلان اعلان وفد من مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة كربلاء يزور مركز كربلاء للدراسات والبحوث لبحث التعاون العلمي المشترك بالفيديو || المركز يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في جامعة الزهراء للبنات الندوة الالكترونية الموسومة انتفاضة شعبان: ثورة الشعب واستبداد الطاغية وفد من مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور مدير قسم الإعداد والتدريب في تربية كربلاء مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة تعريفية بالمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين محطات عمرانية في تاريخ كربلاء من النشأة الى الحاضر اجتياح المشعشعي لكربلاء وانتهاك حرمة المدينة سرًّا بين المسالح: العلامة الأشتاني يتحدى الطغيان العباسي ويحيي معالم قبر الإمام الحسين (ع) مركز كربلاء للدراسات والبحوث يعقد ندوة علمية حول مسير الإمام الحسين (عليه السلام) في جامعة الزهراء للبنات
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
01:18 PM | 2025-02-19 3191
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

محطات كربلائية..إسهامات الملوك الصفويين في تطوير وتعمير مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)

شهدت مدينة كربلاء خلال العصر الصفوي (907-1135 هـ / 1501-1722 م) اهتماما واسعا من قبل الملوك الصفويين الذين سعوا إلى تطوير العتبات المقدسة، وخاصة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، جاء هذا الاهتمام في إطار السياسة الدينية للدولة الصفوية التي اتخذت التشيع مذهبا رسميا، ما دفع حكامها إلى الاستثمار في إعمار المراقد لتعزيز شرعيتهم وترسيخ نفوذهم في العالم الإسلامي.

فلم تقتصر الجهود الصفوية على الجانب العمراني فقط، بل امتدت إلى إنشاء الأوقاف لضمان استدامة الخدمات في العتبات المقدسة، مما ساهم في ازدهار كربلاء دينيا واقتصاديا، وتعد دراسة هذه التعميرات ضرورية لفهم الدور الذي لعبه الصفويون في دعم العتبات المقدسة، وتأثير ذلك على المشهد السياسي والاجتماعي للمدينة خلال تلك الحقبة.

فيما يلي أبرز هذه الجهود:

الشاه إسماعيل الصفوي (حكم 907-930 هـ / 1501-1524 م):

بعد سيطرته على بغداد عام 914 هـ، زار الشاه إسماعيل مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء، خلال زيارته، أمر بتذهيب حواشي الضريح الحسيني، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها الذهب في بناء المرقد، كما أهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب لتزيين أطراف القبر، وقدم شبكة فضية بديعة الصنع نُصبت فوق القبر الشريف، بالإضافة إلى ذلك، فرش الحضرة المقدسة بالبسط الفاخرة وغطاها بالحرير والاستبرق، ووزع الأموال على الفقراء والزائرين.

الشاه طهماسب الأول (حكم 930-984 هـ / 1524-1576 م):

استمر الشاه طهماسب في الاهتمام بالعتبات المقدسة، حيث قام بأعمال تعميرية في كربلاء، من بين هذه الأعمال، ترميم وتوسعة المرقد الحسيني وتجديد عمارة مأذنة العبد التأريخية، بالإضافة إلى تحسين المرافق المحيطة به لاستيعاب أعداد متزايدة من الزوار، كما شجع الشاه طهماسب العلماء والشخصيات البارزة على الهجرةالى كربلاء مما أدى الى ازدهار الحركة العلمية والثقافية في المدينة.

الشاه عباس الأول (حكم 996-1038 هـ / 1588-1629 م):

شهدت فترة حكم الشاه عباس الأول اهتماما خاصا بالمدن المقدسة، بما في ذلك كربلاء، قام بترميم المرقد الحسيني وتوسيعه واكرم خدمة الحائر وامر بصنع شباك نحاسي كما زين القبة بالقاشاني البديع وزخرفها من الداخل بالفسيفساء والبس الضريح طنافس حريرية مطرزة بالديباج، وأمر ببناء مرافق خدمية للزوار، مثل الخانات والحمامات والأسواق، لتسهيل إقامة الزائرين وتوفير احتياجاتهم، كما اهتم بتطوير النظام الإداري لمدينة كربلاء وعين مسؤولين اكفاء في ادارتها .

الشاه صفي الدين (حكم 1038-1052 هـ / 1629-1642 م):

عندما وصل الشاه صفي الدين إلى كربلاء، بدأ بزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام) جثا عند العتبات المقدسة وقبّل أضرحتها بإجلال، ثم قدم النذور والهدايا تعبيرا عن ولائه واحترامه العميق لأهل البيت، أدرك الشاه أهمية إعمار المراقد المقدسة، فأمر فورا بإجراء عمليات ترميم وتوسعة شاملة داخل الحرم الحسيني الشريف، شملت هذه العمليات توسيع المسجد الكبير داخل الحرم، وبناء الرواق الشمالي الذي عُرف فيما بعد برواق الشاه أو رواق الملوك، أصبح هذا الرواق مكانا مميزا دُفن فيه عدد من الملوك القاجاريين مثل مظفر الدين، ومحمد علي، وأحمد. لم يقتصر اهتمام الشاه صفي الدين على التوسعة الداخلية فقط، بل امتد إلى تحسين البنية التحتية المحيطة بالحرم الحسيني. قام بشراء الأراضي المجاورة وتوسيع مساحة الصحن الشريف عبر هدم السور الشمالي القديم، عهد بإشراف هذه المشاريع إلى وزيره قزاق خان بيكلر بيكي، الذي قاد عمليات البناء بدقة واهتمام بالغ، تم إنشاء حجرات جديدة على طول الجهة الشمالية من الصحن، وأضيفت أروقة مع ديوان صغير أمام كل حجرة، وسط هذه الحجرات، شُيّد إيوان كبير مزين بالكاشي الفاخر، الذي عُرف بإيوان (صافي الصفا) أو (إيلوان إيلو)، نسبة إلى الشاه نفسه.

الشاه عباس الثاني (حكم 1052-1077 هـ / 1642-1666 م):

استمر الشاه عباس الثاني في دعم العتبات المقدسة، حيث قام بأعمال ترميمية في مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، شملت هذه الأعمال إصلاح الأجزاء المتضررة من البناء وتزيين القبة والمنائر وتوسعة الروضة الحسينية وأضاف عليها العديد من القاعات والاروقة، كما امر ببناء العديد من المباني الحكومية في المدينة.

الشاه سليمان الأول (حكم 1077-1105 هـ / 1666-1694 م):

في عهده، استمرت الجهود التعميرية في كربلاء، أمر الشاه بإجراء تحسينات على البنية التحتية للمدينة، بما في ذلك تطوير شبكات المياه والطرق المؤدية إلى المراقد المقدسة، لتسهيل وصول الزوار،كما امر بتوسعة الأسواق وتطويرها.

الشاه حسين الصفوي (حكم 1105-1135 هـ / 1694-1722 م):

كان الشاه حسين آخر حكام الدولة الصفوية، وخلال فترة حكمه، استمر الاهتمام بالعتبات المقدسة وفي عهده تم توسعة العتبة العباسية المقدسة وتزيينها بالنقوش والزخارف،وقامت زوجته(كوهر شاه بكم)، كريمة الشاه سلطان حسين الصفوي، بتمويل أعمال تعمير في مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) حيث أنفقت أموالًا طائلة لإجراء تحسينات على البناء وتزيينه حيث اهدت للروضة الحسينية ستائر حريرية وفرشت ارضها بالطنافس والسجاد الفاخر ووضعت على الضريح ثريا من الذهب الخالص.

بعد سقوط الدولة الصفوية عام 1135 هـ (1722 م)، استمر الاهتمام بالعتبات المقدسة في كربلاء من قبل الحكام اللاحقين، مثل نادر شاه الأفشاري والملوك القاجاريين.

تُظهر هذه الجهود المستمرة التزام الملوك الصفويين، حتى نهاية حكمهم، بتطوير وصيانة العتبات المقدسة في كربلاء، مما ساهم في تعزيز مكانة المدينة كمركز ديني وثقافي مهم في العالم الإسلامي.

راجع

(1)محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة،مدينة الحسين،ضبط ومراجعة وإصدار مركز كربلاء للدراسات والبحوث،2016،ط1،ج3،ص59

(2)أ.د.مشعل مفرح ظاهر، دور الصفويين في في اعمار العتبات المقدسة في العراق، بحث مقدم في المؤتمر العلمي السادس والعشرين للعلوم الإنسانية والتربوية3-4 أيار 2023/كلية التربية/الجامعة المستنصرية/منشور في مجلة المستنصرية لعلوم الإنسانية عدد خاص(1)،ص695

(3)تحسين آل شبيب  ،مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، مطبعة شريعت،قم، ط1، ص149

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp