مما نقلته المصادر التاريخية إنّ الامام الحسين لما ورد أرض كربلاء وأخذ ينوّه الى أرض كثيرة الوديان والمرتفعات وإلى موقع خيامه ومقتل أهل بيته وأصحابه، أشار أيضا إلى الوادي الذي سيقتل فيه، فكان أن ترجّل عن ركابه في ذلك الوادي وقتل ودفن فيه (عليه السلام).
ونقل جعفر الخليلي في الصفحة ١٤٩ من كتابه موسوعة العتبات/ قسم كربلاء، عن رحلة عبد الوهاب العزام وهو يتحدث عن مواصفات الحرم إلى أن وصل إلى المقتل فقال: وفيه سرداب يهبط فيه نحو عشر درجات إلى مكان مغطى بشبكة من الحديد يسمونه (المذبح) ويقولون إن دم الحسين (عليه السلام) سال فيه حينما قتل في فاجعة كربلاء، وهناك زاوية إلى الجنوب الغربي يقال إنها مولد المسيح عيسى بن مريم.
ويقع وادي المصرع في الجنوب الغربي إلى الأسفل قليلاً من قبر حبيب بن مظاهر الأسدي وفي الزاوية الغربية، وسيتبين ذلك إذا ما تم الرجوع إلى خارطة الحائر. وما زال عطر الدم يشم من تلك التربة الطاهرة.
وكان هنالك باب من الفضة، وينقل أنّه جاء بعض الشخصيات وهبطوا بعض درجات السلّم، وقليلون هم الذين يتمتعون بقوة الفؤاد والقوة على قطع درجات السلّم والوصول إلى المصرع، واستناداً إلى ما ينقله التاريخ إنّ أغلب الذين أرادوا النزول إلى هناك للزيارة يغمى عليهم بمجرد سيرهم لدرجات عدة فيتم إخراجهم فاقدين لوعيهم.
هنالك معمار ماهر في كربلاء جاء لتعمير سلّم السرداب فوصل إلى المذبح واغتنم الفرصة النادرة فأخذ مقداراً من التراب ثم خرج فأغمي عليه، ولمّا أوشك على الوفاة قال لابنه: إنّي احتفظ بكمية من التراب في زاوية تحت سلم المحراب، فقام ابنه بإخراج ذلك التراب، فرأى الإمام الحسين (عليه السلام) في المنام وقال له: فرّق هذا التراب على الموالين، فقام بتوزيعه.
المصدر: محمد باقر مدرس آبادي، مدينة الحسين (ع)، ترجمة مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 436.