نشرت صحيفة "دينيك بوستوج" اليومية السلوفاكية، تقريراً مفصّلاً بيّنت من خلاله مشاهدات وإنطباعات مراسلتها الميدانية في العراق "إيفا مورفوفا" خلال مشاركتها في تغطية مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام" بمدينة كربلاء المقدسة.
وقالت الصحيفة في تقريرها المصور، إن "موفدتها (مورفوفا) توجهت مرتديةً الحجاب، إلى ما وصفتها بـ (أقدس أماكن الإسلام الشيعي) في النجف وكربلاء، بالتزامن مع قرب حلول موعد زيارة الأربعين السنوية والتي تشهد قدوم ملايين الأشخاص من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط إلى كربلاء لتجديد الحزن على استشهاد حفيد النبي محمد، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم) والتي لطالما كانت هدفاً لهجمات إرهابية من قبل المتطرفين".
وتشير الصحفية السلوفاكية الى أنها "في الوقت الذي كانت تتأمل نظرات رفيقات سفرها المسلمات بإتجاهها كشخصية غربية، لمحت بينهن إحدى الزائرات وهي تمسك بصليب خشبي صغير، مما أثار فضولها وإعجابها في الوقت ذاته، عن كيفية مشاركة مسيحيين في هكذا حدث ديني إسلامي، بل والرغبة في عدم إخفاء هويتها بعد ذلك، لدرجة تصريحها أمامهن بالقول (نعم... أنا مسيحية، وقد جئتُ زائرةً إلى أقدس مسجد لديكم".
وتصف "مورفوفا" ما شاهدته من مظاهر الحزن والرثاء التي يمارسها المعزين بمصاب آل البيت الأطهار، بأنه "خيال، وساحر، وهو شيء يصعب وصفه، كونه يخيف ويجذب في نفس الوقت، بحيث شعرت أن كربلاء برمّتها تزأر وتهتف وتبكي مع حركة حشود الرجال ضمن إيقاعات قصائدهم الحسينية، في الوقت الذي تنهمر فيه الدموع على حجابات النساء المتشحات بالسواد، وبصورة تجعل الإنسان يستمع الى أعمق مناجاته مع الله".
وتختتم الصحيفة السلوفاكية تقريرها بالإشارة الى توافد مئات الآلاف من الزائرين الى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء حتى الآن فيما ستتضاعف أعدادهم قريباً، في ظل مشاركة واسعة من مختلف طوائف وقوميات البلاد من الرجال والنساء والأطفال ومن دول أخرى مجاورة، حيث تختفي كل الحواجز والإختلافات داخل هاتيّن المديتيّن المقدستيّن، وليبقى حينها الإيقاع المشترك الذي جمعهم في هذا الزمان والمكان، متحولاً الى حياة جديدة لهم ملؤها الحب والإيمان".
المصدر: https://www.postoj.sk/88572/zazit-pritomnost-boha-inak