نشر موقع "أورينت 21 Orient XXI" الإلكتروني الفرنسي المتخصص بالدراسات والبحوث، بحثاً تخصصياً أجرته المستشارة في مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، "د. صابرينا ميرفان" حول فاجعة كربلاء وإستشهاد سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين "عليه السلام".
وقالت "ميرفان" التي تترأس أيضاً قسم الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، والعضو في معهد البحوث والدراسات للعالميّن العربي والإسلامي، "إرمام Iremam"، إن " مصطلح (عاشوراء) مشتق من اللفظ (عشرة) في اللغة العربية، والذي يشير إلى المراسيم المقامة في اليوم العاشر من الشهر الأول من السنة الهجرية، (محرم الحرام)، والمتعلّق بذكرى استشهاد حفيد رسول الله، الإمام الثالث لأتباع آل البيت الاطهار، الحسين بن علي (صلوات الله عليهم) على أرض كربلاء الى جانب أفراد من عائلته وأصحابه، على إثر إندلاع موقعة غير متكافئة ضد الجيش الأموي عام 680م".
وأضافت الباحثة، أنه "وبالرغم من التعامل مع فاجعة (عاشوراء) كحدث ثانوي من قبل أتباع المذاهب الأخرى، إلا أن هذه الفاجعة تشكّل عنصراً رئيسيًا في المفهوم والتأريخ الشيعي، وكذلك في النظام العالمي الذي يسير بإتجاهه"، مشيرةً الى الروايات الداعمة لمجريات موقعة كربلاء والمأخوذة أساساً من (أبي مخنف) المتوفي سنة (774م)، والتي أعيد تشكيلها في كتابات الطبري المتوفي سنة (923م) عبر مجموعة من النصوص الشعرية والنثرية، والتي لم تقتصر على سرد الموقعة باللغة العربية، وإنما تعددّتها الى اللغات الفارسية، والأردية، والتركية، ومؤخراً باللغة الإنكليزية، جاعلةً من كربلاء معلماً للذاكرة الشيعية، ومعركة على شكل إسطورة مؤسِّسة، يعاد إنتاجها وإحيائها في كل عام من قبل المؤمنين، حسب وصف مؤلفة البحث.
وتابعت كاتبة البحث، في سرد تفصيلي، بيان المراحل التأريخية التي أسهمت في تشكيل الظروف المؤدية لإندلاع الثورة الحسينية الخالدة منذ الإنقلاب الأموي على خلافة رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وحتى ما بعد عودة موكب الأسرى والسبايا الى مدينة جدهم الأكرم "صلى الله عليه وآله" مروراً بأرض كربلاء.