في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر رجب من عام 7هـ، كان فتح خيبر على يدِ الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام).
وكانت خيبر تضمّ ستة حصون وهي: حصون السلالم والقموص والنطاة والقصارة والشق والمربطة، وكان فيها عشرون ألف مقاتل، فتمّ فتحها حصناً حصناً، وكان القموص من أشدها وأمنعها، وهو الحصن الذي كان فيه مرحب بن الحارث اليهودي. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((لأدفعنَّ الرّاية غداً إن شاء الله إلى رجل كرّار غير فرّار يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، لا ينصرف حتى يفتح الله على يده))، فدفعها إلى الإمام علي عليه السلام فقتل مرحباً اليهودي واقتلع باب الحصن، وكان هذا الباب من الحجارة، طوله أربع أذرع في عرض ذراعين في سُمك ذراع، فرمى به الإمام علي عليه السلام خَلْفه ودخل الحصن ودخله المسلمون.
ولمّا قَدِمَ الإمام علي عليه السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفتح خيبر قال له رسول الله: ((لولا أن تقول فيك طائفة من أُمّتي ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تمرُّ بملأٍ إلّا أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك فاستشفوا به، ولكن حسبُك بأن تكون منّي وأنا منك، ترثني وأرثك وأنّك مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي)).
وصادف في فتح خيبر مناسبة أخرى أسرّت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشدّ السرور، تمثّلت بقدوم جعفر بن أبي طالب وكان مهاجراً إلى أرض الحبشة، فلما التقى به النبي (صلى الله عليه وآله) قبّله بين عينيه وقال: ((ما أدري بأيِّهما أنا أسرّ: بقدوم جعفر، أو بفتح خيبر)).
يُراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي، ج1، ص249-250؛ تاريخ اليعقوبي، ج2، ص56؛ الخصال للصدوق، ص77؛ مصباح المتهجّد للطوسي، ص812.