ذكر (المنبر) أن الغرض من وظيفته هو أن منابر الجمعة ليس الغرض منها هو أن نعرج على مشاكل أو الغرض منها هو تقريع فلان، أو تمجيد فلان.
وإنما الغرض منها هو إلفات نظر المستمع والمسؤول إلى مكامن الخطأ، أو إلفات النظر إلى جوانب صحيحة لغرض إما معالجة الأخطاء قدر المستطاع، أو الأخذ بالطريق الصحيح إن أمكن) هذا من جانب، ومن جانب آخر ذكر (المنبر) (إن من واجبنا ومسؤولياتنا نقل معاناة المواطنين وهمومهم إلى المسؤولين المعنيين برفع هذه المعاناة، والسعي لرفع العبء الثقيل الذي ينوء به المواطن) مضيفاً أنه ليس الغرض من خطبة الجمعة هو الإشارة فقط إلى بعض المشاكل التي تبدو واضحة لكل أحد، لكن في النتيجة لابد أن تكون هناك قنوات تخاطب الجماهير مباشرة دون أن تمر في فلتر ينتقي منها ما يشاء ويخرجها إلى الجماهير بحلة قشيبة ولوناً براقاً لكنه لا يحصل شيء على الأرض.
نعم هناك مشاكل، ومشاكل معلومة للجميع، وقد لا يكون من المستحسن أيضا التصريح بجزئيات المشاكل، لكن قطعاً بعض الأمور مما لابد منه.
وأكد (المنبر) أن من وظيفته ومسؤولياته نقل أصوات المواطنين إلى المسؤولين تعود في جانب منها إلى العقد الاجتماعي فيما بينهم، والذي بموجبه أصبح الزاماً على المسؤولين الوفاء بالتزامات ذلك العقد أمام المواطنين، (إن منبر الجمعة هو الصوت المعبر عن هموم الناس ومعاناتهم وآرائهم وطموحاتهم وأملهم، وإذا كان الكثير من المواطنين وخاصة الطبقة المظلومة والمحرومة، لا تجد ذلك المنبر الإعلامي الذي توصل من خلاله معاناتها الشديدة وظروفها المأساوية، فإن منبر الجمعة هو ملاذها لكي توصل ألين المحرومين وتفجع المنكوبين وآهات الأرامل ولوعة اليتامى.
مركز كربلاء للدراسات والبحوث، المنبر والدولة، أنور سعيد الحيدري، ص70