الإمام جعفر الصادق عليه السلام، (83– 148 هـ)، هو جعفر بن محمد، الإمام السادس للشيعة الإثنا عشرية، وكانت فترة إمامته 34 عاماً، وإليه یُنسب المذهب الجعفري. ولد في المدينة، واستشهد فيها وكان عمره يوم شهادته (65) عاماً، ودُفِنَ في البقيع إلى جانب أبيه الإمام الباقر، وجدّه الإمام السجاد، والإمام الحسن عليهم السلام.
وقد وفّرت فترة الانفتاح -التي حدثت ما بين نهاية الدولة الأمويّة وبداية الدولة العباسيّة- في زمن إمامته حرية الحركة لنشر معالم الدين، فذُكر أنه بلغ عدد تلامذته و من روى عنه( 4000 )شخص، كما أخذت رواياته في المجالات المختلفة حيّزاً كبيراً من روايات أئمة أهل البيت (عليه السلام) فلذلك نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي بـ(المذهب الجعفري). ويحظى (عليه السلام) بمكانة مميّزة من العلم عند أئمة مذاهب أهل السنة، كما روى عنه مالك بن أنس، وعدّه أبو حنيفة أعلم أهل زمانه.
على الرغم من أن دولة بني امية قد وصلت الى مرحلة من الضعف الا ان الأمام رفض طلب شيعته بالثورة عليهم ، اذ اتخذ الامام الصادق عليه السلام التقيه. وقد اتخذ التقية منهجاً له تجاه حكام عصره، وأوصى أصحابه بذلك أيضاً،
اما استشهاده فقد صمم ( المنصور)على اغتيال الإمام "عليه السلام" بسبب كونه غصّة في حلقه ، فدسّ إليه سمّاً فاتكاً بالعنب على يد عامله في يثرب فسقاه به، وكان لهذا السم الأثر البالغ على الإمام، حيث تسبب بتقطيع أمعاؤه، ومعاناته من آلام قاسية، وأوجاع لا حدّ لها، حتى عرج إلى جوار ربه شهيداً مظلوماً مسموماً في شهر شوال، سنة (148 هـ)