ما زال العراقيون يحافظون على طقوس عيد الفطر وتراثه في المدن، لا سيّما القديمة منها. ويتهيّؤون له من خلال تحضير ملابسه وأطعمته وزياراته وولائمه ونزهاته التي تكون في العادة جماعية يتشاركها الأقارب أو الجيران، على الرغم من تفاقم الأزمة المعيشية والمالية.
وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان، راحت شوارع البصرة والموصل وكركوك تُزَّين، كذلك الأمر بالنسبة إلى مدن أخرى مثل كربلاء والفلوجة والناصرية وبابل. ونُصبت في بعض الساحات والأحياء الشعبية ألعاب مختلفة مثل دواليب الهواء والنطاطات استعداداً لاستقبال الأطفال في العيد. وتُعرَف شعبياً بـ"الجوبة"، وهي أشبه بمدينة ألعاب بدائية ما زالت ترتبط بها ذاكرة المدن العراقية القديمة.
ان اهم جزء من الطقوس، وهو اجتماع العائلة كلها في المنزل، وقد اعتاد العراقيون بشكلٍ عام وأهالي كربلاء على وجه الخصوص بتجهيز الفطور للأعمام والعمّات وأسرهم صبيحة العيد، والتحضيرات لعيد الفطر، كما في كلّ عام، تبدأ في مطلع الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم.
كما ان النساء يعمدنَ إلى حملات التنظيف الشاملة للمنازل، ويتوجّهنَ إلى الأسواق من أجل شراء الثياب الجديدة، خصوصاً للأطفال، لأنّهم الأكثر شغفاً بالعيد، وربّات البيوت بمعظمهنّ يجهّزنَ في هذه المناسبة الكليجة، وهي نوع من المعجّنات الشعبية الأكثر شهرة، التي تُصنع من عجينة الطحين والسمن والخميرة والمطيّبات مثل الهيل وحبّة البركة وحبّة الحلوى، وتُحشى في الغالب بالتمر والجوز أو الحلقوم أو مبشور جوز الهند والسمسم، علماً أنّها تقدّم مع الشاي بالهيل. كذلك تعدّ النساء أصنافاً أخرى من الحلويات والمعجّنات والعصائر خلال أيام عيد الفطر المبارك.
يتبع...