لم تعد السياحة هدفاً في حد ذاته بل وسيلة للمساهمة في التنمية الوطنية الشاملة في العراق، حيث تكفل التنمية السياحية استغلال المقومات والامكانيات السياحية المتوافرة وتسهم من خلال ذلك في زيادة الدخل وتنويع الانتاج واثراء التراث والثقافة وربط المواطن بمجتمعه وبيئته وثقافته وتعزز انتمائه لوطنه.
ويشير البحث الموسوم "الابعاد السياحية لزيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)" المنشور في مجلة السبط العلمية، المجلد السابع، العدد الثاني، نيسان 2021م، التي تصدر من مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، الى ان" السياحة تطورت كنشاط انساني، وحققت مزايا عديدة في كثير من المجالات، وأدى ذلك الى الاهتمام من قبل الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، والعمل على زيادة عائداتها في مختلف المجالات كوسيلة للارتقاء من الوضع الحالي، الى وضع مستقبلي أفضل، وبذلك أصبح للسياحة دور فعال ذو أبعاد مختلفة في حياة الشعوب والأمم".
وأضافت السبط ان " تكمن أهمية الاستفادة من البعد السياحي في زيارة اربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) في زيادة الدخل القومي على مستوى العراق، حيث يتغلغل هذا الدخل بسرعة وبطريقة مباشرة في قاعدة توزيع عريضة في الاقتصاد القومي بما يحقق زيادة في الدخل الفردي لا تستفيد منها المنشآت السياحية وحدها، انما تستفيد منها أيضاً قطاعات عديدة في الاقتصاد القومي".
وأوضحت المجلة، "ان الفائدة من السياحة في زيارة الأربعين هو التطور الاجتماعي الذي يؤدي الى فك العزلة عن المناطق النائية التي تتوافر فيها المراقد الدينية والمعالم الاثرية، والحد من انتشار بعض العادات والتقاليد والأعراف العشائرية المنافية لتعاليم الإسلام وللطابع الحضري الذي تقوم به الحضارات وإخراج الأهالي من القوقعة القبلية التي كانوا يعيشون فيها للتعرف على الأفكار والاهتمامات والثقافات الأخرى دون السفر اليها".