8:10:45
المركز يعقد ندوة توعوية حول الظواهر السلبية الدخيلة في المجتمع شعبة الدراسات التخصصية في كربلاء: نافذة حديثة لاستكشاف كنوز التاريخ والحضارة في كربلاء إرث أدبي نادر من القرن التاسع عشر في مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث ندوة تعريفية بالمؤتمر الدولي التاسع لزيارة الأربعين من بساتين كربلاء إلى قلوب المؤمنين..مرقد السيد محمد الأخرس خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل (نصرة الحق و عدم الحياد) ... محمد جواد الدمستاني تقاليد شعبية كربلائية ..زفة ختم القرآن الكريم ..زين العابدين العبيدي جمال الفنون الإسلامية بين دفتيّ كتاب... "كشكول الزخرفة العربية" في مكتبة مركز كربلاء دور الكربلائيين في إلغاء معاهدة بورتسموث 1948م سوق الدهان - بعيون كربلائية 2024 || suq aldihaan - Oyoun Karbala 2024  ألف عام من التاريخ والجغرافيا... مكتبة مركز كربلاء تحتضن نسخةً أصلية من "كتاب البلدان" استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث السيد محمد كاظم القزويني .. سيد خطباء كربلاء إدارة المركز تعقد اجتماعاً مهماً مع الهيئة الاستشارية إعلان ملف المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدوّنا ... محمد جواد الدمستاني توقيع مذكرة تعاون مع شركة إسبانية لإنشاء سكة قطار (مهران الكوت كربلاء) صدور كتاب جديد عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث بعنوان "الإرشاد التربوي وتطبيقاته في الأسرة والمجتمع" الجمعية الإسلامية في كربلاء .. نواة الحركات الوطنية في العراق كنز من تاريخ العراق الحديث... "دليل المملكة لعام 1936" في مكتبة مركز كربلاء
اخبار عامة / الاخبار
02:33 AM | 2017-11-26 4452
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

فن الحلاقة بين الماضي والحاضر

     الحلاقة مهنة شعبية قديمة توارثها الحلاقون جيلاً بعد جيل وكانت في الماضي مقتصرة على اشخاص يُعدون بعدد الأصابع لدخلها المحدود واجرها الزهيد، ولم يكن الحلاق يمتلك محلاً ثابتاً بل يتجول في أزقة وشوارع المدينة حاملاً معهُ أدواته المعروفة كالمقص وشفرة التنظيف ومسطبة (كالصفيحة/ التنكة) للجلوس وبعض القطن واناء وعلبة تعقيم وعبوة الماء ليروي عطشةُ، ومع حركة كرسي الحلاقة الخشبي الذي يعود بذاكرته ليجيبنا عن تساؤلات قد تجول في ذهن كل من يود أن يقف متأملاً ويسأل، كم زبون حمله هذا الكرسي وما هي الحكايات التي سمعوها؟

فكانَ لإعلام مركز كربلاء للدراسات والبحوث جولة لمعرفة تفاصيل وخبايا هذه المهنة القديمة التي تعد من الإرث الحضاري الموروث لمدينة كربلاء المقدسة.

    أمام هذه المرآة الشاهدة وحدها على وجوههم قبل الرحيل، فيحدثنا الحلاق مهدي الوزني أحد أقدم الحلاقين في كربلاء وهوَ من مواليد 1954م وقد مارس المهنة منذ الصغر اذ لم يكمل دراسته لصعوبة الحياة الاقتصادية آنذاك اذ عملَ مع ابيه الحاج علي الذي كان يتجول بين ازقة كربلاء القديمة حاملاً أدوات المهمة للحلاقة فقال:

كانت الحلاقة سابقاً من المهن القديمة والحلاق لم يقتصر على قص الشعر والتحديد فقط بل كان يمارس عدة اعمال أخرى كالتضميد والكشف على المرضى وزرق الابر ومعالجة الجروح وحتى معاينة بعض الحيوانات.

       إن مهنة الحلاقة يمارسها بسطاء المجتمع رغم قلة دخلها ومتاعبها حيث يعاني صاحب المهنة عند مزاولة عملة من الإرهاق عند التجوال متعرضاً لأقسى الظروف من حرارة الطقس وبرودته، أما الآن فالحلاقة أصبحت مهنة مربحة ذات دخل عالٍ مع وجود محال كبيرة ومؤثثة اذ تجد الكرسي المتحرك والمكائن المتطورة في إزالة الشعر وتحديد الذقن فضلاً عن وجود أجهزة التبريد والتكييف، وانتشار معاهد تعليم فن الحلاقة، بالإضافة الى وجود الصور والملصقات الحديثة للقصات العالمية، والمعقمات والمطهرات التي تستخدم بعد الانتهاء من الحلاقة على العكس مما كان في الحقب الماضية اذ يفتقر الحلاق لأبسط أدوات الحلاقة.

فيما ذكر الحاج جدوع حمد الذي يبلغ من العمر(88) سنة يعمل مزارعاً لأكثر من 70عاماً، ومن سَكنة مدينة كربلاء، وقد عاصر جيل العقد الثالث من القرن المنصرم، وكان مطلعاً على مجريات التغير والتطور الحاصلة في المدينة حتى يومه هذا، وعن حرفة الحلاقة عاد بنا الى سجل ذكرياته القديمة ليحدثنا عن الحلاقين منذ عام 1930، فقال: كان الحلاق يتقاضى فلساً واحداً كأجرٍ لحلاقتهِ وبعدها أصبحت فلسين، اما الان فالأجر عالي قياساً لدخل المواطن اذ يتقاضى للحلاقة الواحدة بحدود 10 آلاف دينار، كان يعرف الحلاق في السابق بإسم آخر هو (المزيَّن)، ولم يكن لأكثر الحلاقين دكاكين (مقر عمل) بل كانوا يتجولون في الأزقة والأسواق حاملين معهم عدة الحلاقة، ولم يبق سوى الجدران، والمرآة والكرسي، وعدّد الحلاقة القديمة، ومن أسماء الحلاقين القدامى الذين تسعفني الذاكرة هو الحاج إبراهيم گمبر من الذي كانَ يمارس المهنة منذُ القرن التاسع عشر وهو أقدم حلاق في كربلاء، وتوفي منذ عقود.

 وحيث كان لهذه المهنة أصولها، وضوابطها، كان على الحلاق أن يكون قاصاً أو راويا يجلس في بعض المقاهي الشعبية ليحكي قصصاً وروايات، والأهم أن يكون أميناً، وكاتماً للسر فأول جملة كان يُنطق بها عند فتح المحل (يا ستار يا كريم يا رزاق).

اما الحاج علي المنكوشي أحد سكنة المدينة القديمة فقد ذكر لنا: من العادات الشعبية في الحلاقة عند ولادة اول مولود يكرم الحلاق أضعاف أجره ويقوم بحفظ الشعر ويعطيه لأهله وسط الزغاريد ورمي الملبس والحلوى على المولود، وكانوا إذا نذروا نذراً نذروا فانهم يعادلونَ شعره بالذهب ليرما في الأضرحة المقدسة، ومن الجدير بالذكر ان بعض الحلاقين كانوا قد اعتادوا على ان يتم حلاقة الاطفال دون مقابل حتى يحين موعد ختانه.

وللحلاقة كما لغيرها من المهن الشعبية القديمة وسائل للتطور وعوامل للتغيير، ولأهمية هذه المهنة وعلاقتها المباشرة بالسكان فقد كانت طيعة وقابلة للتطور بحسب طبيعة الظروف الاجتماعية والحضارية التي تمثلها المرحلة فقد اتخذت اشكالاً وصوراً متعددة وتم استخدام الأدوات والعدد المتنوعة فيما حتى أصبحت اليوم من أبرز المهن ذات العلاقة المباشرة بالشباب ولم يقتصر الأمر على الذكور بل اتسعت الى صالونات حلاقة النساء وهي في تزايد ونحو مستمر، وتتأثر بسبب الظروف المعيشية والاقتصادية للشعوب.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp