إن الدخول لـ "محراب" صادق آل البيت عليهم السلام باحثاً ومتأملًا في فضائل علمه وتجليات حكمته والغوص في قراءة سيرته العطرة الزاخرة بالعلم والموعظة والثقافة تجعلك تقف خاشعاً بل تدرك إن هذا المحراب يزيدك علماً كلما زدتهُ اعتباراً وتبصراً به.
ذكر العلامة محمد جواد مغنية في كتابه الموسوم (الحسين وبطلة كربلاء)، إن "الامام الصادق عليه السلام، كانٍ علما من أعلام الاسلام، وسيداً من سادات المسلمين، لم يكن أميرًا ولا ملكاً ولا قائداً ولا خليفة بل كان أسمى وأرفع من ذلك وأَجل، إنه عالم من خيار علماء المسلمين، وخيرة بني هاشم إنهُ من سلالة آل بيت الرسول عليهم السلام".
اضاف إن " الأمام كان ذو فراسة رهيبة وإحساس قوي جعله يدرك مغبة الأمور، والفراسة من صفات المؤمنين، كما أضفى الله سبحانه عليه جلالاً ونوراً من نوره لكثرة عبادته، فقد كان شجاعاً لا يهاب الموت واستولى عليه خوف الله تعالى وحده".
تابع إن " صفاته النفسية والعقلية علا بها على أهل الأرض، سمو في الغاية، تجرد في الحق، انصرف إلى العلم والعبادة وابتعد عن الدنيا ومأربهاً، بصيرته تبدد الظلمات، وإخلاص لا يفوته إخلاص، لان معدنه من شجرة النبوة، وهو من الذين عناهم الرسول(ص) بقولة (إن الله يحب ذا البصر النافذ عند ورود الشبهات، ويحب ذا العقل الكامل عند حلول المشكلات) ".