يواصل الموقع الرسمي لمركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نشر موقف الامام الحسين عليه السلام واصحابه ابان معركة الطف الخالدة من خلال الإصدارات والبحوث العلمية المتوفرة في المكتبة العامة للمركز.
ذكر الشيخ مالك مصطفى وهبي العاملي، في كتابه (كربلاء تساؤلات وقضية)، إن “واقعة كربلاء شهدت الكثير من الأمور الملفتة جداً وتثير عدد من التساؤلات لكن أكثرها دهشة وغرابة هي عرض الأمام الحسين عليه السلام لأصحابه وبعضً أهل بيته الإذن بالرحيل قبل معركة الطف، ودقة هذا الموقف تظهر تحديداً في وضع الأمام الذي كان من البديهي التمسك بكل إمكانية تساعده في مشروعة".
وأضاف بإن "هنالك نحوين من الإذن صدرا عن الأمام الحسين عليه السلام لأصحابه وأهل بيته للرحيل ليلة واقعة الطف الأليمة، الإذن العام حينما خطب الأمام بأصحابه فقال لهم (اما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى و لا خيراً من أصحابي و لا أهل بيتٍ أبرّ و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً عنّي خيرا، ألا و إني لا أظن يوماً لنا من هؤلاء الأعداء إلا غداً، ألا و إني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍّ، ليس عليكم حرج مني و لا ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً".
وتابع العاملي، إن "الحسين عليه السلام وحسب الرواة، لم يكتفي بالنداء بشكل جماعي، بل أخذ بالتحدث معهم فرادى، وقد تحدث الأمام مع محمد بن بشر الحضرمي ليلة المعركة قد اسر ابنك في ثغر الري، فأجابه الحضرمي: عند الله احتسبهُ ونفسي ما أحب إن يؤشر وانا أبقى بعده حيا، وأخبره الحسين عليه السلام انت في حلّ من بيعت فأعمل في فكاك أبنك، فرد العاملي اكلتني السباع حياً أن فارقتك، وعندما كان الأمام الحسين في جوف الليل يتفقد التلاع والعقبات، تبعه عتبه نافع الجملي، فسأله الحسين عن سبب خروجه، فقال لقد أفزعني خروجك إلى جهة معسكر الطاغي يأبن رسول الله فأمسك الأمام بيد عتبه وأخبره لماذا لا تسلك بين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك، فوقع نافع على قدميه يقبلهما ويقول: ثكلتني امي ان سيفي بألف وفرسي بمئة فو الله الذي منّ بك علي لا فارقتك".