تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بيان المسار الذي خطّه سيد الشهداء وريحانة رسول الله "عليه السلام" في رحلته الإصلاحية الخالدة من مكة المكرمة الى كربلاء المقدسة.
ونقلت الموسوعة عن أبي الحسن المسعودي قوله في كتاب "مروج الذهب ومعادن الجواهر"، إنه "لما علم عبيد الله بن زياد أن دار هاني بن عروة غدت معقلاً لمسلم بن عقيل، ومأوى لدعوته، بعث اليه، وجرى بين الرجلين حديث تضمن حِدَّة متناهية، وتهجم لا حدود له، حين سأله ابن زياد عن مسلم، فأنكر علمه، فأغلظ لهاني القول، فأجابه هاني قائلاً إن (لزياد أبيك عندي بلاءً حسناً، وانا أحب مكافئته به، فهل لك في خير؟)، قال ابن زياد (ما هو؟)، فأجاب هاني (تشخص إلى أهل الشام أنت وأهل بيتك سالمين بأموالكم، فانه قد جاء حق من هو أحق من حقك، وحق صاحبك(".
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة أن "إبن زياد ضرب وجه هاني بقضيب في يده فكسر أنفه وشق حاجبه ونثر لحم وجنته وكسر القضيب على وجهه وراسه، فصاح رجاله الذين اصطحبوه (قتل صاحبنا)، فهموا بالمقاومة فأخافهم ابن زياد وأخرج لهم شريحاً القاضي، وهو رجل الأمويين في الكوفة، فشهد أنه لم يقتل فانصرفوا، وكان ابن زياد قد أمر بحبس هانىء في بيت الى جانب مجلسه".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي الى ما أورده الطبري في تاريخه، من أن "إبن زياد قال لهاني (اين مسلم)، فأجابه )لا أدري)، فأمر ابن زياد مولاه معقلا صاحب الدراهم فخرج اليه، فلما رآه قطع، فقال ابن زياد (إئتني به)، قال هاني (والله لوكان تحت قدمي ما رفعتها عنه)، فضربه ابن زياد، وأهوى هانئ الى سيف شرطي ليسله فدفع عن ذلك، فأمر به فحبس، ثم جيء به الى السوق فضربت عنقه لزيادة تخويف أهل الكوفة وإشاعة الرعب بينهم".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 37-38.