ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، نقلاً عن المسعودي وصفه في كتابه "مروج الذهب" لدخول عبيد الله بن زياد الى الكوفة، والحالة التي كانت عليها، والتأييد الذي تلقته دعوة الحسين ممثلةً بوافده إليهم مسلم ابن عقيل "عليه السلام".
وبينت الموسوعة أن "عبيد الله دخل الكوفة في أهله وحشمة وعليه عمامة سوداء قد تلثم بها، والناس يتوقعون الحسين، فجعل ابن زياد يسلم على الناس فيقولون (وعليك السلام يا ابن بنت رسول الله، قدمت خير مقدم) حتى انتهى الى القصر وفيه النعمان بن بشير، فتحصن فيه، ثم أشرف عليه، فقال (يا إبن بنت رسول الله مالي ولك، ما حملك على قصد بلدي من بين البلدان)، فقال ابن زياد (لقد طال نومك يا نعيم)، وحسر اللثام عن فيه فعرفه، ففتح له وتنادى الناس (إبن مرجانة، وحصبوه ففاتهم ودخل القصر)".
ويضيف المحور التاريخي في الموسوعة أنه "في هذا الجو المؤثر، والحشد المؤيد وقوة الزخم التي كانت عليها الكوفة، أراد مسلم بن عقيل أن يخرج بهذه الجموع المحتشدة، وأن يعلن الثورة، ويثبت بعبيد الله بن زياد، ولكن هانئ بن عروة منعه من ذلك قائلاً (لا تعجل فإن العجلة لا خير فيها)".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي الى أنه "لا يعلم على سبيل التحقيق، الدوافع والأسباب التي أملت على هانئ بن عروة، التريث في الإعلان عن المقاومة المسلحة للسيطرة على الكوفة، وبذلك أضاع فرصةً لا يمكن الاستعاضة عنها، ففي ظل التأييد الواسع المتحمس من أهل الكوفة، إنتصرت ثورات كثيرة أفادت من مطامح الثوار والتأييد المنفعل بالحدث للإطاحة بالحاكم المتسلط، وتسلم مقاليد الأمور".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 35-36.