ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن ههنا موضوعات خمسة يجب بحثها لمعالجة الأسئلة الواردة بشأنها ..
الأول: هل هناك أبعاد روحية حقيقية للإنسان وراء الغرائز المعروفة؟
الثاني: حول النشاطات الروحية الداخلية، فما هي طبيعة هذه النشاطات وأنواعها،
وما هو المحمود والمذموم واللاغي منها وفق المنظور الديني.
الثالث: حول النشاطات الروحية الخارجية للإنسان والتي يسعى فيها إلى الاتصال بكائنات أخرى غير مادية والتفاعل معها، وما هو السليم والحكيم منها وفق المنظور الديني.
الرابع: حول أدوات النشاطات الروحية من المنظور الديني .
الخامس: حول غايات النشاطات الروحية وآثارها من المنظور الديني .
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 264.