ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
تنبيه الدين على أن من الضروري للإنسان أن يتصف بالأخلاق الفاضلة تجاه خالق الحياة، لأن كلا منها ذات عاقلة، تربط بينهما روابط الخلق والإنعام من جهة الله سبحانه وتعالى، ويتأتى التواصل بينهما وفق الدين، فالله سبحانه واقف على أحوال الإنسان مطلع عليها يوجهه من خلال الإيحاء والإلهام إلى حيث يشاء ويستجيب له إن سأله ودعاه، كما أن الإنسان يمكن له أن يشكر الله سبحانه ويدعوه ويستخيره في أموره ويستهديه في مسيرته.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص99.