ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
تعميم الدين مبدأ الأخلاق لخالق هذه الحياة، ولسائر الكائنات العاقلة التي يخبر الدين عنها الملائكة؛ مما يعني أن الجانب العاقل من الوجود يبتني على النظام الأخلاقي.
فقد دل الدين على أن الله سبحانه الخالق للحياة جار على المبادئ العادلة والفاضلة في تعامله مع الكائنات عامة والإنسان خاصة، فهو متصف بالعدل والعفو والرحمة والرأفة والفضل والمغفرة والمودة، يقدر جهد الإنسان في هذه الحياة، فيعدُ إنفاقه على بني نوعه إقراضاً له، ويشكره على هذا الإحسان بإضعاف الأجر له. فهو يقابل الإحسان بالإحسان، والشكر بالشكر، والتقدير بالتقدير، والأدب بالأدب، والتواصل بالتواصل.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص98.