ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
فالذي يظهر بملاحظة النصوص الدينية من خلال القرآن الكريم أن الذين يبتني في أصلة على منظومة الاخلاق الفاضلة التي فُطر عليها الانسان، ويقويها ويعمقها وينتفع بها ومن ثم نلاحظ التوصية في تلك النصوص دائماً بالأخلاق والقيم الفاضلة، من قبيل العدل والانصاف والإحسان والعفو والعفاف وعدم الاعتداء والوفاء وسائر القيم النبيلة الأخرى، وذمه للأخلاق السيئة، مثل الظلم والاعتداء والخيانة والفحشاء وغيرها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص90.