ان الدين فضلا عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان
النزوع إلى الحكمة، وهو نحو شعور فطري تجاه العمل الحكيم، فالإنسان لا يدرك السلوك الحكيم وحسب بل يجد من نفسه حافزا إليه أيضا، كما أنه لا يدرك مثلا حاجته إلى الطعام فقط، بل يشعر بالحافز نحو توفير هذه الحاجة وينتفع هذا النزوع بدوافع ونزعات فطرية أخرى(منها): الضمير الإنساني، فإنه ينزع إلى القيم الأخلاقية، وهي توجهات حكمية في غاياتها. و(منها): الرغبات الاعتيادية مثل الرغبة إلى الطعام والشراب والنكاح والراحة فإن الاستجابة المعتدلة لها نافعة للإنسان وموجبة لسعادته، وهي بذلك مساعدة على السلوك الحكيم
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص ۸۱۔