الكاتبة "زهراء الموسوي" من مدينة كربلاء، بدأت الكتابة في السابعة عشرة من عمرها، وكانت البداية بمقالات وخواطر واشعار، كتبت بعدها أول رواية قصيرة فصحى بعنوان (البؤر)، وبدايتها كانت محضّ صدفة فالمرء لا ينتبه لإبداعه الذي في نفسه بل يدركه فيه الآخرون، وعائلتها كانت أول من اكتشف ذلك من خلال كتابات بسيطة، وإستمرت في الكتابة الى ان وصلت لإصدار روايات هي "أعلنت عليه الحب"، و"16 ديسمبر"، و"ارض ذات رماد" و"البؤر".
تقول "الموسوي" إن "المشهد الثقافي طغت عليه الاحداث السياسية، ليس فقط بالعراق بوجه الخصوص، بل في الوطن العربي عموماً، وما عمق الشرخ لدى القارئ الذي يرغب في ايجاد الملجا يأوي اليه هرباً من الواقع، وأخذ من قوته وعزيمته فيجد المشهد الثقافي في صراع، ويرى في بعده السكينة وراحة البال"، مضيفةً "صحيح أن الكاتب يجد تقارباً روحياً وإنسجاماً مع كتاباته، وفي كثير من الاحيان صورةً متجسدةً داخل احداث رواية يخطها قلمه، فكثيراً ما أشعر إنني واحدة من ابطال روايتي، وأقرب الروايات الى قلبي رواية (أرض ذات رماد) والتي كانت بدايتها من العام 1982، قد بدأت بيوم القصف، وكانت اجمل ما توقعت، ودوماً اشعر بحزن ابطال الرواية وافراحهم وخوفهم وراحتهم، وأيضاً رواية (16 ديسمبر) من الروايات التي حصلت على اعلى القراءات".
وترى "زهراء" أن "الرواية العراقية لم تحظى بما حظيت به باقي اقسام الأدب من ذيوع وانتشار، ربما لأن العراق أحد المواطن التي تقيدت بقيود السياسة، وكانت تكبل نتاجات الروائيين في الماضي لكن مع مرور الوقت، صارت الرواية ذات اهمية كبيرة، وأقرب الى قلب الكثير من القراء، حتى انها استحوذت على إعجاب الكثير، وصارت لها اهمية كبيرة كالرواية الفصحى، وانتشرت على المستوى العربي، وان شاء الله تتطور الرواية العراقية على يد الكثير من الكتاب بالجهود المتواصلة وتصبح ذات شهرة وفن كباقي فنون الادب".
"الموسوي" تقرأ كثيراً من الكتب فليس لديها كاتب مفضل بوجه الخصوص، ولكنها تأثرت بكتابات "جبران خليل جبران" والأديبة الكبيرة "كوليت خوري" مؤلفة رواية "أيام معه"، وأيضأ بالكاتب العراقي "محمد خضير" وأيضاً لا تنسى الدكتورة "نوال سعداوي" التي كتبت "مذكرات طبيبة".
تحدد الكاتبة طرقاً سليمة وناجحة بالكتابة الروائية بصفتها تعشق التاريخ، واول ما فعلته، هو دراسة تاريخ محافظة كربلاء المقدسة، وحفظت كل تاريخها ومناسباتها وتقاليدها القديمة، وبفضل هذا الاهتمام، بدأت من كتابة المقولات ووصف حضارة كربلاء بأجمل الحضارات وأقدمها وجمال قصورها القديمة، وتشير الى أنه "توجد العديد من المعوقات الشخصية التي قد تعيق الابداع عند المرأة، أبرزها تنوع أولويات المرأة، فلدى النساء اولويات متنوعة قد تؤثر على قدرتهن في تحقيق المساعي المهنية والابداعية كرعاية اسرتها والالتزام بعادات وتقاليد أو رعاية اطفالها او الآباء المسنين الذين يحتاجون رعاية خاصة، الى جانب العديد من القضايا الشخصية الاخرى التي تجعل النساء الموهوبات تهتم بها اكثر من قضية العمل الإبداعي".
وتؤكد "الموسوي" على "ضرورة تقبل النقد ولكن ليس اي نوع بالتأكيد، النقد البناء وتقديم اراء صحيحة حول عمل الاخرين، والتي تنطوي عادة على تعليقات ايجابية وسلبية، ولكن بطريقة ودّية وليس بطريقة فيها عناد وهدم للذات".