من بين المحطات الإسلامية التي يحتضنها شهر شعبان المعظّم ذي الكرامات والفضائل الكبرى وبإتفاق جميع طوائف المسلمين، هي ذكرى الولادة الطاهرة لخاتم أئمة أهل البيت الأطهار والمنقذ المنتظر للبشرية جمعاء الإمام محمد بن الحسن المهدي "سلام الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين" .
محل وتاريخ ولادته
ولد "سلام الله عليه" في يوم 15 من شعبان سنة 255 هـ أو سنة 256 هـ بإختلاف المصادر، في مدينة سامراء المقدسة، وعاش لخمس سنوات تحت رعاية والده الإمام الحسن العسكري (ع) ووالدته السيدة الطاهرة نرجس بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وبصورة خفية حفاظاً على حياته الكريمة من بطش السلطات العباسية القمعية .
مراحل حياته
تنقسم مراحل الحياة المباركة لإمامنا المنتظر "عج" الى أربع كان منها خمس سنوات تحت رعاية والده الإمام المعصوم الحسن العسكري (ع) وراء ستار الإخفاء حفظاً له من كيد أعداء أهل بيت النبوة "ع"، لتبدأ بعدها مرحلة الغيبة الصغرى سنة 260 هـ وحتى 329 هـ وبما يقرب من سبعين سنة، متبوعةً بمرحلة الغيبة الكبرى سنة 329 هـ والتي ستستمر حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بنهايتها وبزوغ المرحلة الرابعة والأخيرة متمثلةً بظهوره الشريف (ع) وتأسيسه لحكومة العدل الإلهية العالمية (1).
إمامته
قام الإمام الحسن العسكري (ع) قبيل إستشهاده مسموماً سنة 260 هـ على يد الطاغية العباسي "المعتمد"، بتفويض مقام الإمامة والولاية الى ولده الإمام محمد المهدي "أرواحنا لتراب مقدمه الفداء" تحت مرأى قلة مقربة من خاصّة مواليه، ولدى إقبال جعفر بن الإمام علي الهادي (ع) بالصلاة على جثمان أخيه الإمام الحسن العسكري (ع)، بعد تلقيه للتعازي فيه، ظهر غلام أسمر اللون، وتقدم منه قائلاً: "تأخّر يا عمّ، أنا أحقُّ منك بالصلاة على أبي"، وسط ذهول جميع الحاضرين وجعفر شخصياً، الذي لم يملك إلاّ أن يتنحّى مفسحاً المكان لابن أخيه الإمام المعصوم حقاً ببشارة جميع المعصومين من آبائه وأجداده بمن فيهم جده الأعظم رسول الإنسانية محمد (ص) عندما قال بحقه (ع): "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله. (2)
المصادر:
(1) وسائل الشيعة: للشيخ الحر العاملي، ج3، ص335.
(2) موسوعة طبقات الفقهاء، ج4، ص426.