09:35 AM | 2019-04-21
939
لا تقتصر ذكرى النصف من شعبان المعظّم على عنوانها الظاهري كمولد خاتم الأئمة المعصومين والأولياء الميامين، الإمام محمد بن الحسن المهدي "عجّل الله فرجه الشريف وسلامه على آبائه وأجداده"، وإن كانت هذه الولادة بحدِّ ذاتها حدثاً ميموناً يستوجب إبداء التهاني والتبريكات لمقام الرسول الأعظم وآل بيته الأطهار والمسلمين جميعاً، وإنما تعدّ نقطةً فاصلةً في مسار التاريخ البشري كمؤشر لظهور المنقذ الذي بشّرت به جميع الاديان السماوية وإن اختلفت بتحديد أسمه وصفاته.
ومن المناسبات المرويّة أيضاً عن هذه الذكرى العطرة، أنها شهدت صدور الأمر الإلهي بتحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى الى الكعبة المشرفة، حيث وردت أحاديث كثيرة عن فضل إحياء ليلة الخامس عشر من شعبان بالصلاة والعبادات وتلاوة الأدعية، فضلاً عن زيارة الضريح المقدس لأبي عبد الله الحسين "ع" ومنها ما جاء بعدّة أسناد معتبرة عن الإمامين زين العابدين وجعفر الصّادق "عليهما السلام"، بالقول: "من أحبّ أن يصافحه مائة ألف نبيّ وأربعة وعشرون ألف نبيّ فليزر قبر أبي عبد الله في النّصف من شعبان، فانّ أرواح النّبيّين يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم، فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسةُ أُولو العزم من الرّسل هم نوح وابراهيم ومُوسى وعيسى ومحمّد صلّى الله عليه وآله وعليهم اجمعين".
وتشهد مدينة كربلاء المقدسة على وجه الخصوص، إحتفالات كبرى في ذكرى مولد الإمام الحجة "عج" من كل عام، وسط حالة من البهجة والفرح والدعاء بتعجيل الظهور المقدس لحفيد رسول الله "ص" الذي سيقيم دولة العدل الإلهي ويملأ أركان هذه الأرض قسطاً وعدلا بعدما مُلِئت ظلماً وجورا.