واقعة الطف الخالدة لها أهمية وخصوصية في نفوس المؤمنين والموالين لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وموضع التأويل (عليهم السلام) وان ممارسة ذكر واحياء استشهاد ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) واهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) من الأمور الوجوبية لدينا.
لذلك يستعد الجميع لإحياء هذه الشعائر استعداداً نفيساً وجسدياً وعقلياً وعاطفياً وإن هذا الترابط يدفع الجميع لاستثمار كل فرصة للتعبير فيها عن المشاعر والأحاسيس في ترجمتها إلى ممارسة فعلية وتبدأ ممارسة الاستذكار منذ دخول الإمام الحسين (عليه السلام) وحرمة المصون إلى مدينة كربلاء المقدسة في بداية شهر الاحزان محرم الحرام تحديداً في اليوم الثاني منه، مروراً بلحظه استشهاده (عليه السلام) في يوم العاشر من المحرم واشعال الشموع في ليلة الوحشة، ثم تتم التهيئة إلى يوم الثالث عشر منه الذي يسمى يوم (ثالث الإمام) ومن ثم يأتي يوم السابع عشر من محرم ويسمى هذا اليوم أيضاً (سابع الإمام) ولهذا تنطلق المواكب والهيئات الحسينية لتعزي بعضها البعض في هذه الفاجعة الأليمة.
لذا قد انطلقَ ليلة أمس موكب العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، والعديد من المواكب والعزيات من ابناء مدينة كربلاء المقدسة بكل أطرافها وضواحيها وأصحاب المهن والأصناف والهيئات الفرعية الأخرى لتعزية الامام الحسين (عليه السلام) بهذه الفاجعة الأليمة.