يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة الحرام من السنة العاشرة للهجرة النبويّة الشريفة تم الإعلان عن حدثٍ كبيرٍ ومهمّ جداً، ولأهمية هذا الحدث لم يمهِل الله سبحانه وتعالى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يصل الى المدينة، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
وهذا ما يبين قوة المرحلة القادمة ودورها في حياة المسلمين ألا وهو مقام الإمامة، باعتبارها مكملةٌ لأعمال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) واستمرار قيادة النبوة، وسُمي عيد الله الأكبر لأنّ هذا اليوم اكتمل به الدين وتمت به النعمة؛ ذلك في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
وأشار الله سبحانه وتعالى بالكثير من الآيات القرآنية التي تبين امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، منها قول تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
وبهذه المناسبة العطرة نهنئكم ونقول لكم كل عام وأنتم بخير، وجعلنا الله واياكم من الموالين المخلصين للإمام الهمام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، سائلين الله ان يزيل الغمة عن الأمة ببركة هذا اليوم العظيم.